هونغ كونغ تصدت لـ كورونا من دون إغلاق عام
نجحت بعض الدول في الحد من انتشار فيروس كورونا المستجد، دون اللجوء إلى الإغلاق العام المدمر اجتماعياً واقتصادياً، والذي اعتمدته معظم دول العالم. وقالت صحيفة الغارديان البريطانية في تقرير تناول بشكل تفصيلي تجربة هونغ كونغ، وكيف استطاعت السيطرة على انتشار الفيروس، مع أنها كانت معرضة لخطر كبير بسبب وصول المسافرين إليها قادمين من البر الرئيسي للصين، منذ أوائل فبراير. وقالت الصحيفة انه على الحكومات أن تتعلم من نجاح هونغ كونغ في الحفاظ على معدلات العدوى والوفيات الناجمة عن الإصابة بفيروس كورونا منخفضة (1024 اصابة فقط و4 وفيات في بلد يعد قرابة 7 ملايين نسمة). وبحسب الغارديان فقد سلكت المدينة الطريق الذي توصي به منظمة الصحة العالمية، وشرعت في برنامج صارم لاختبار كل مَن تظهر عليه أعراض المرض، كما عزلت أولئك الذين أتت نتائج اختباراتهم إيجابية في المستشفى، وتتبعت جميع مَن تواصلوا معهم، ووجهت نحو عزل أنفسهم. كما طُبقت ضوابط صارمة على الحدود. وفي الوقت الذي تخلت فيه الدول بشكل عام عن سياسة الاختبارات والتتبع لمصلحة إجراءات الإغلاق العام الصارمة لإبقاء الناس في منازلهم، لم تفرض هونغ كونغ هذا النوع من الإغلاق. فعلى الرغم من أن الناس لم يُطلب منهم البقاء في المنزل، فقد اختاروا تغيير سلوكهم بأنفسهم، بحسب ورقة بحثية، حيث يقدر العلماء أن معدل انتشار المرض في هونغ كونغ ظل مستقراً على مدى الأسابيع الثمانية من بداية فبراير عندما اتخذت التدابير. وهذا يعني عدم تسارع الوباء. وأكد البروفيسور بنجامين كولينغ من جامعة هونغ كونغ، الذي قاد فريق البحث، أن المدينة أظهرت كيف يمكن إبقاء المرض عند مستوى منخفض وتجنب الأضرار الاقتصادية والاجتماعية، وأنه من خلال تنفيذ إجراءات الصحة العامة بسرعة، أثبتت هونغ كونغ أنه يمكن احتواء انتقال الفيروس بطريقة فعالة دون اللجوء إلى الإغلاق الكامل المدمر الذي تتبناه الصين والولايات المتحدة ودول أوروبية.