بقلم : عبدالحميد المضاحكة
ينتقد بعض المتذاكين إعلانات وزارة الصحة الكويتية حول الاصابات بفيروس كورونا، من حيث تفريقها بين عدد المواطنين المصابين واعداد المقيمين الوافدين، ويعتبرون ذلك دليلا وصورة على عنصرية عفنة.
ومن هاهنا نبدأ بجلد الذات واتهام انفسنا بالتقصير الانساني، لندخل في مرحلة تأنيب الضمير والحسرة والحزن، ونقيم المآتم على مشاعرنا التي فارقت الحياة، ونمارس النحيب على حالنا وما صرنا إليه، ونرثي اخلاقنا وتربيتنا، ونلوم مناهجنا التعليمية، وتجاهلنا لتعاليم ديننا، ونقضنا للمعاهدات الدولية بسبب سلوكياتنا اللاإنسانية!
هوب هوب.. عسى ما شر انتظروا قليلا ولا تثقلوا على انفسكم، واتركوا انطباع الوهلة الاولى الخادع يمضي بما يحمله من عواطف ومشاعر، لتبدأ بعد ذلك عجلة العقل في الدوران، لنفكر بموضوعية بعيدا عن زيف الاطروحات الخاوية من المصداقية.
فعندما نعلم ان كل دول العالم تقريبا ترفض توفير الرعاية الطبية للمقيمين، على عكس ما تقوم به وزارة الصحة في الكويت التي توفر الفحص الطبي والعلاج في الوقت الذي تخلت باقي الدول عن هذا الالتزام الانساني، سندرك ان الكويت افضل من غيرها.
وعندما نعلم ان هناك دولا رفضت دخول مواطنيها إلى اراضيها بينما تسعى الكويت جاهدة لإعادة ابنائها المغتربين، سندرك ان الكويت افضل من غيرها.
وعندما نعلم ان الكويت تساهم في دعم منظمة الصحة العالمية بينما يهددها الرئيس الأميركي ترامب بقطع التمويل وفي الوقت الذي تنهار اسعار النفط ويدخل العالم في ازمة اقتصادية، سندرك ان الكويت افضل من غيرها.
اذن.. على من يطرح مثل هذه الشبهات ان يكلف نفسه ويلتفت يمينا او شمالا، ويطلع على الاجراءات القسرية والصارمة ضد المقيمين لديهم ليدركوا نعمة التواجد في الكويت!
نعم الكويت ليست جنة الله على كوكب الارض، وليست المدينة الفاضلة، ولكنها الافضل في العالم بالتعامل مع أزمة فيروس كورونا.
العنصريون هم أنتم.. فكفاكم محاولة الصيد في الماء العكر، وكفاكم بحثا عن النقاط السوداء في الثوب الأبيض.
