تزايدت الضغوط النفسية على جميع الناس في الفترة الأخيرة بسبب الحجر المنزلي وحالة الإغلاق التي فرضها انتشار فيروس كورونا في كل أنحاء العالم، أصبحت العائلات تقضي وقتاً أطول بعضها مع بعض، هذا أمر جيد ويمكن أن يساعد في إعادة ترابط العائلات، لكن يمكن أن يؤثر ذلك سلباً على العلاقات الأسرية إن كان أحد الأطراف يعاني من التوتر ودوماً غاضباً. مكوث الرجل في البيت لفترة طويلة، مع روتين يومي، قد يزيد من نوبات الغضب لديه، فيصبح سريع الانفعال ويتصرف بشكل متسرع، وهذا الأمر من الممكن أن يؤثر على علاقته بزوجته وأولاده، ويمكن للزوجة التصرف بشكل عقلاني ومساعدة زوجها على تخطي هذه الفترة من دون نشوب خلافات كبيرة بينهما. تقول الخبيرة الأسرية كيوندرا جاكسون: «البقاء في الحجر المنزلي مع نفس الأشخاص لأسابيع متتالية يقدم لنا دورة مكثفة في التواصل، لا أحد منا مثالي في التعبير عن مشاعره طوال الوقت، ولكن يمكننا جميعاً أن نحاول أن نكون أفضل عندما يحدث صراع». وتضيف: «حتى أكثر الناس هدوءاً تزداد عندهم حالة التوتر وموجات الذعر والضغط الشديد». ويقدم الخبراء مجموعة نصائح للزوجة للتعامل مع زوجها الذي يصاب بالتوتر والغضب أثناء فترة الحجر المنزلي: ■ استقبلي يومك بإيجابية: تقول الخبيرة كيوندرا جاكسون إن «من الأفضل أن تستقبلي يومك مع زوجك بكمية كبيرة من الإيجابية، وتحاولي تجنب الأمور التي قد تجعله يغضب»، كأن تتحدثين معه في الصباح وتقولين له: «سيكون اليوم يوماً جيداً». وإن كان زوجك يعمل من البيت فوفري له حيزاً من المكان ليعمل براحة، كأن تقومين بتخصيص غرفة له للعمل، وتبعدين عنه إزعاج الأطفال، وتتركين له مساحة يركز فيها في عمله. ■ تحدثي معه بهدوء: يقول الخبير الأسري، دون كول، وهو معالج أسري مرخص، ومدير بمعهد جوتمان: «على الزوجة اللجوء إلى المحادثات الهادئة، التي يمكن أن تخفف من كمية التوتر لدى الزوج؛ فهذه المحادثات فعالة جداً في تخفيف التوتر، كما أنها تساعد على تعزيز الشعور بالشراكة والتقارب». ويلجأ البعض إلى تجنب الحديث أثناء وقوع شجار أو السكوت في لحظتها حتى يتعدل مزاج الزوج، فإن حصل واشتعل النقاش بين الزوجين فيمكن للزوجة تغيير الموضوع أو التخفيف من حدة النزاع عبر الحديث بشكل هادئ وتفهم حالة الزوج. ■ خصصي وقتاً للسكون والهدوء: تقول شونا موراي براون، الاختصاصية الاجتماعية المرخصة ومؤسسة شركة «كيندريد»: «عليك التفكير في تخصيص وقت للهدوء داخل المنزل، ربما 30 دقيقة كل يوم، حيث تتفقين فيها مع زوجك على البقاء صامتين». وتضيف: «إذا كان لديك أطفال صغار، ففكري في تخصيص هذا الوقت للقيلولة أو تعليمهم اللعب المستقل كنشاط هادئ، واتركي زوجك في راحة ولوحده حتى يتسنى له الابتعاد عن التوتر الذي يؤدي إلى الغضب». ■ انتبهي للغة جسدك: Volume 0% ينصح الخبراء الزوجة أثناء نشوب صراع مع زوجها المتوتر أن تنتبه إلى لغة جسدها أثناء الشجار اللفظي، فيفضل ألا تحرك عينيها بشكل يزيد من استفزاز الزوج، والذي قد يراه الرجل علامة ازدراء. يقول الخبراء الأسريون: «عندما تتناقشين مع زوجك وتتحدثين معه يفضل أن تنظري في عينيه، ولا تكون يدك مطوية وهذا من أجل أن تظهري له أنك منفتحة على مشاعره، اجلسي أو قفي على نفس مستوى شريكك، ولا يجب أن ينظر شخص واحد إلى أسفل أو ينظر إلى الأعلى أثناء الجدال». ■ تقبلي حالته هذه: في حال استشاط زوجك غضباً وظهرت عليه علامات التوتر، فلا داعي للقلق، ولا تعتبري أنه شخص سيئ، ولا يعني هذا أيضاً أن علاقتكما سيئة، فخلال فترة الحجر هذه سيزداد الضغط على جميع الأطراف، وستعبر العلاقة إلى بر الأمان في حال قام كل من الطرفين بتقبل الآخر.
