كورونا
إنه داء سطى العالم بأسره بدأ بالصين إلى شتى بقاع الأرض حتى وصل به الأمر أن يفرض من خطره حظر تجول في شتى بقاع الأرض.
يطيب لنا العجب حين نرى الحال وما آل إليه وكيف تحولت الأرض وجميع سكانها وبكل امكانياتهم وقوتهم وسطوتهم وجيوشهم وعددهم وعدتهم ومعامل البحث واروقة الجامعات ومحاضن الاختراعات وماخفي عنا اكثر واكثر كل هذا بات مع وقف التنفيذ لان مرض بسيط جدا فرض هيمنته وتسلط بكل عنفوان على هذا الكوكب.
فايروس رغم صغر حجمه إلى أنه هدد حياة أمة، و أخذ حياة البعض منهم، والبعض الآخر يعاني بسببه. فايروس كورونا جعل الحياة شبه متوقفة و مكتوفة الأيدي وباهته بلا ألوان كما ارهقها بشلل كلي لا تستطيع معه الحراك.
ابدع هذا الفيروس في فرض فلسفته الخاصة على كل ما يمر به وجعل نكهته الخاصة هي التشريع الجديد لهذه الارض وكانه يقول القول ما قال كورونا على غرار القول ما قالت حذام.
فايروس كورونا ذلك الذنب بدأ بالصين وجعل الجميع يجزم أنه لا مفر منه بسهولة. بدأ بالإنتشار إلى أن وصل إلى باقي الدول ومازال هناك من يسأل لماذا أصبنا به؟!.
قد يكون إنذاراً من الله وعلامة منه على أنه غاضب علينا لأننا مقصرين، أو لأننا لا نتوب وما زلنا نطغى في العصيان. قد يكون فرصة لنا لنرى ماذا يمكنه أن يفعل بنا لولا رحمة الله بنا، و قد يكون إشارة إلينا جميعا لنكن أمة واحدة تسعى لتوحيد كلمة الإسلام ونشره، فالأسباب كثيرة والحكمة قريبة. أيضا؛ قد يكون فرصة منا للتقرب من بعضنا و تجعلنا نتعلم معنى التكافئ وان نكون يدا بيد ولا ننسى صلة الرحم.
وقفة أخيرة تقول أن مع العسر يسرا وان الحياة بين مد وجزر وارتفاع وانخفاض والتعاطي معها ليس بخيار بل ضرورة بقاء وكما سرت تلك الأوبئة ذات زمن وانتشرت وحصدت الكثير من الأرواح إلا ان الحياة استمرت والدليل اننا الآن نتكلم عن تلك الجوائح وما كانت فيه، وما أدت إليه وهي في الماضي البعيد وها نحن نعيش ونتفس ولم تقتلنا أو تفني ذلك الجيل بأكمله والذي هو أصل لنا ونحن إمتداداً له.
وأخيرا وليس آخراً؛ الحجر الصحي المنزلي ما هو إلا وقاية لنا من فايروس يهدد حياتنا.
الكاتبة :العنود اتويجر.
