إذا ذهبنا إلى #روما ،،، بقلم / د. نادية القناعي
إنه لشيء جميل أن تكون لك أفكارك الخاصة التي تعتقد بها، وأنه لشيء أجمل أن تكون إنساناً فريداً من نوعه، فلا تصفق لأن الجميع قد صفق، ولا تذم شيئا لأن الجميع قد ذمّه. بعض الناس قد يكرهون شخصا ما دون أن يلتقوا به أو حتى دون أن يعرفوه عن بُعد، وكراهيتهم له مبنية على آراء الآخرين. وكذلك بعض الناس قد يحاربون شخصا ما، وعندما نسألهم عن السبب، يقولون إن فلان أخبرنا بأنه شخص سيئ. صدقوني، كما يقال، لدينا رأس نفكر به فلا داعي لرؤوس الآخرين. ولا داعي لعيون الآخرين لأن من الأفضل أن نرى الحياة بعيوننا وليس بعيونهم. لكن ليس معنى ذلك أن نطبق المثل «خالف تُعرف». يعني ليس من المعقول أن يكون الجو حاراً، ويأتي شخص ويرتدي ملابسَ لا تصلح إلا لمن يعيشون في المناطق الباردة، ويبرر ذلك بأنه يريد أن يكون مختلفاً! وليس معنى ذلك أن نرى شخصاً يغني في وسط دور العبادة، أو شخصاً يمشي في حلبة سباق السيارات. هناك فرق بين شخص له فكر مختلف ومبني على قناعاته، وشخص ليس لديه إدراك بما يفعله، ولا قناعات يستند إليها. هناك قصة خيالية من عالم الفيلة، بما أنها كائنات عاطفية، حيث كان هناك قطيع من الفيلة التي يميل لونها إلى البياض، أحد الفيلة أراد جذب العيون إليه، لذلك فكر أن يكون مختلفاً ويصبغ نفسه باللون الأسود، استعان ذلك الفيل بالنار حتى يتفحم ويصبح لونه أسود. لنسأل أنفسنا كيف نقطف التفاح من شجرة الخوخ؟ وكيف نتناول المأكولات الصينية في مطعم إيطالي؟ كما يقول المثل «إذا ذهبت إلى روما افعل ما يفعله الإيطاليون». وسأكمل المثل بألا تفعل ما يفعلونه طالما تعرف حقا سبب ذلك. د. نادية القناعي د.نادية القناعي
القبس