لم أكن أعلم بوجود قناة باسم روتانا إلى أن أرسل لي صديقي رابطاً لأحد برامجها اسمه الليوان وكان ضيف الحلقة د/أحمد البسام ، طلب صديقي رأيي حول ما طرح بالحلقة وبمجرد أن وصلت إلى بعض الجزئيات قلت له بأن ردي سوف يكون مكتوباً.
والسبب يعود لسرد معلومات غير صحيحة ، ذكر البسام أن الجلاهمة لم يكن لهم دوراً سياسياً ! وكأن قلعة الدمام لم تشيد ولم يكن لها وجود وهي التي أقامها القائد الشهير ( إرحمة) الذي ولد في الكويت ووالده كبير الجلاهمة وهو جابر بن عذبي الجلاهمة ، إرحمة قاد العديد من المعارك وتولى القيادة وتناقلت سيرته المراجع العربية والأجنبية المتنوعة وإن سردتها فسوف يتحول المقال إلى كتاب.
استند البسام إلى مقال فرانسيس واردن إلى أن سنة ١٧١٦هي التي قدم بها العتوب إلى الكويت وأنهم اتفقوا الاتفاق الثلاثي بين الصباح والخليفة والجلاهمة وأن الحكم لأسرة الصباح ثم بعد ذلك بالمناوبة بين الأسر الأخرى بل وخلط بين الاتفاق الثلاثي وحلف العتوب وهذا الاستناد والتحليل على كلام واردن في غير محله لأن الأدلة كثيرة ولعل أبرز دليل على وجود أحد أعضاء العتوب وهم آل خليفة بوجود مسجدهم المؤسس سنة ١٧١٤م ، وكذلك أسس مسجد بن بحر ( الابراهيم) في١٦٧٠م ومخطوط بن مسيعيد العازمي للموطأ في جزيرة فيلكا بالكويت سنة١٦٨٢م ، والتقارير الهولندية المكتوبة في القرن السابع عشر الميلادي ورحلة مرتضى بن علوان للكويت سنة١٧٠٩م ، كل هذا الأدلة لم تكن كافية لوجود الكويت بل أن البسام أنكر وثيقة بيان حدود الكويت التي أرخت نزول الصباح بسنة١٦١٣م بكل بساطة والتي قابلتها روايات شفاهية وثقتها لنا المراجع المختلفة وسبق لي شرحها بالتفصيل في كتبي مثل كتاب نشأة الكويت والكامل في تاريخ الكويت ، ذكر البسام وربط بمقال واردن وعلل أن هجرة آل خليفة من الكويت كانت بسبب عدم الالتزام بالاتفاق الثلاثي أو لعدم التوزيع العادل للثروة لهم! بل قال أن الهجرة كانت إلى البحرين لا الزبارة في قطر! وادعاؤه هذا غير صحيح لأن سبب الهجرة كان بعد حادثة القتل التي حدثت في الدورق بالفلاحية عندما قتلوا أحد الكعبيين لقطعهم الطريق عليهم فذهبوا إلى أمير الكويت طالبين أن يقوم محمد آل خليفة تسليم ابنه لهم الذي رفض الطلب واتجه إلى الزبارة في قطر الأمر الذي كان سبباً في اندلاع معركة الرقة فيما بعد، علاوة على عدم صحة ما قاله البسام بأن بني كعب يطالبون الكويت بدفع الضرائب ، وأشكر صديقي على ارسال هذه المقابلة حتى أرد على ماجاء فيها.
خالد طعمة
مؤرخ كويتي
