القصة الكاملة للجزيرة السودانية التي تديرها تركيا… وما علاقة مصر والسعودية وقطر بها
الخرطوم – النخبة:
حصلت تركيا، أمس الإثنين 25 ديسمبر/ كانون الأول، حق إدارة جزيرة “سواكن” السودانية، لإعادة تأهيلها لتصبح مدينة سياحية هامة على البحر الأحمر.
ولكن كثيرون ربما يسمعون للمرة الأولى عن تلك الجزيرة، التي تبعد نحو 70 كم عن بورتسودان، التي تحتوي على الميناء الرئيسي في السودان حاليا.ولمعرفة قصة تلك الجزيرة، ينبغي عليك معرفة مجموعة من الحقائق، التي ترسم لك أبعاد القصة الكاملة حول تلك الجزيرة.
الطبيعة
تمتلك “سواكن” موقعا استراتيجيا هاما، فهي تقع الساحل الغربي للبحر الأحمر، شرقي السودان، وتعد جزيرة محمية، حيث أنها تقع وسط مدينة سواكن، وبها طريق واضح من سواكن إلى جدة.
وتعد سواكن “جزيرة مرجانية”، انهارت منازلها وعمرانها، وتحولت إلى أطلال وحجارة تحكي ثراء تاريخ غابر ودارس.
دخول جزيرة “سواكن” داخل لسان بحري، جعلها ميناء استراتيجيا هاما.
أعلن الرئيس #اردوغان الاثنين في الخرطوم أن السودان خصص جزيرة #سواكن الواقعة في البحر الأحمر شرقي السودان لتركيا كي تتولى إعادة تأهيلها وإدارتها لفترة زمنية لم يحددها #اردوغان_في_السودان #سواكن pic.twitter.com/TYK1jzAtlq
— هاشتاق السودان 🇸🇩 (@hash_sudan) December 26, 2017
تاريخ وأساطير
ارتبط دوما تاريخ “سواكن” بالأساطير والخرافات، حيث أشارت وكالة الأنباء السودانية “سونا” إلى أن ربط كثيرون بين سر التسمية يرجعه البعض إلى كلمة “سجون”، حيث كانت سجنا لكل من “الإنس والجن” في عهد النبي سليمان وبلقيس ملكة “سبأ”.
ولكن البعض أشار إلى أن التسمية ترجع إلى “سوا — جن”، حيث أنهم رأوا أن مبانيها الضخمة لا يمكن أن يبنيها إلا الجن.
كما كان يتداول الكثيرين أحاديث عن أساطير عديدة مرتبطة بالجزيرة، حول الحيوانات الخاصة بها وامتلاكها قدرات خارقة.
#السودان سمح لـ #تركيا بإدارة جزيرة سواكن على البحر الأحمر لتتولى إعادة تأهيلها وإدارتها .
المخطط كبير وعلينا الحذر . pic.twitter.com/E05ulZCvCD
— و لـ د سـ لـNAWAFــ ـما ن 🇸🇦 (@ksa2030_n) December 26, 2017
عاصمة عثمانية
باتت “سواكن” عاصمة للدولة العثمانية في الحبشة منذ عام 1517، بعدما غزاها السلطان سليم الأول، ثم انضمت في وقت لاحق إلى ولاية “الحجاز”، خاصة وأن الطريق البحري إلى جدة، كان هو طريق الحج الرئيس لمعظم القارة الأفريقية.
ثم تم ضم الجزيرة إلى مصر، خلال فترة حكم محمد علي، بمقابل مادي وجزية، ثم تم ضمها فيما بعد إلى الخديو إسماعيل في مصر بمقابل مادي يمنحه للسلطنة العثمانية، ولكن تم إهمال الجزيرة خلال الاحتلال البريطاني، في إثر فشل الثورة المهدية عام 1899، بزعم أن مينائها لا يصلح للسفن الكبيرة.
#تركيا تتسلم رسميا جزيرة سواكن السودانية على البحر الاحمر للقيام بترميمها وإعادة بناءها مرة أخرى .
واعلن الرئيس التركي اردوغان ان البشير وافق على تسليم الجزيرة للاتراك لغرض تطويرها سياحيا .
في اليمن احتلت احدى دول التحالف الجزيرة بدون اذن الرئيس والحكومة وشرعت في نهب ثرواتها ! pic.twitter.com/bvh7ZdHBIU
— سمير النمري Sameer Alnamri (@sameer_alnamri) December 26, 2017
دور قطر
يبدو أن تطوير “سواكن” والاستفادة منها جعل عدد من الدول، تسعى لاستغلالها، خاصة وأن موقعها استراتيجي بصورة كبيرة على البحر الأحمر.
وفي نوفمبر/ تشرين الثاني 2017، كشفت تقارير صحفية عديدة عن أن قطر تقدمت بطلب إلى الحكومة السودانية لإدارة “سواكن”.
ووعدت الدوحة بإنشاء ميناء جديد بها وتجعله منافس لبورت سودان، وكافة الموانئ على البحر الأحمر.
ولكن الحكومة السودانية لم توافق على الطلب القطري ومنحت حق الإدارة أخيرا إلى الحكومة التركية، والرئيس رجب طيب أردوغان، لتعود الجزيرة إلى الحكم العثماني مجددا.