أكره كلمات التسول والرجاء والتمني والتكرم، لكنني استخدمتها لأول مرة في حسابي في تويتر بعد أن قرأت نية وزارة الصحة السماح للبنوك والمساجد بفتح أبوابها خلال أيام معدودة، فوجهت التغريدات التالية إلى وزير الصحة الشيخ د.باسل الصباح.
(معالي الوزير الشيخ الدكتور#باسل_الصباح
أتوسل إليك تأجيل فتح البنوك والمساجد لمدة أسبوعين على الأقل لأن أكثر من سيرتادهم هم كبار السن الفئة الأكثر تضررا من الكورونا. ستمتلئ المستشفيات بالحالات الحرجة من هذه الفئة. مرة أخرى أتوسل إليك. @Drbaselalsabah).
والتغريدة التالية وجهتها إلى د.عبدالله السند المتحدث باسم وزارة الصحة بعد مؤتمره الذي أعلن فيه خطوات فتح البلد:
(دكتور تكفون تكفون تكفون لا تفتحون المساجد والبنوك على الأقل أسبوعين أغلب من سيذهب لهم كبار السن وسيلتقط الفيروس بعضهم مما سيؤدي إلى زيادة الحالات الحرجة في العناية المركزة إلى أرقام فلكية.. رحمة بهم وبمنظومتكم الصحية أجلوا فتح المساجد والبنوك أسبوعين).
وقد استعنت بتغريدات مغردين بارزين لإثبات وجهة نظري، فهذه هي تغريدة مواطنة تحكي بأسى عن وفاة خالها- رحمة الله عليه- الذي التزم بالجلوس في البيت طوال مدة الحظر، وفقط ذهب للمركز الصحي مرة واحدة (تصوروا مرة واحدة) وهناك التقط الفيروس وتوفي بعدها بـ ٣ أيام، نسأل الله له الجنة ولأهله الصبر والسلوان:
(توفى اليوم خالي أبي الثاني متأثرا بفيروس الكورونا، لم يكن يعاني من أمراض مزمنة، لكن اختاره الله ليكون هذا قدره فالكورونا أوقف التنفس لديه. كان حريصا على اتباع الإرشادات الصحية ولكن كانت زيارة واحدة للمركز الصحي كفيلة بأن تطرحه بالعناية المركزة ثم تودي بحياته، أتمنى الكل يعي الخطر).
وهذه تغريدة ثانية لي أيضا عن نفس الموضوع وجهتها هذه المرة لوزارة الأوقاف بعد إعلانها فتح المساجد الأربعاء القادم:
(وين رايحين؟ المساجد سيرتادها كبار السن وأنت ما زلت في ذروة الوباء منتشر في كل مكان. وأي إصابة فيهم غالبا ستنتهي في العناية المركزة مما سيؤدي لزيادة عدد الحالات الحرجة لديك).
كما قلت في عنوان المقالة إنه من البديهيات 1+1=2، فإنه أيضا لا تحتاج أن تكون طبيبا استشاريا لتعرف أنك إذا سمحت لكبار السن بالخروج والمخالطة أثناء وباء مستعر سيلتقط بعضهم الفيروس، وسيكون مصيره بعد يوم أو يومين بالكثير في غرف العناية المركزة، وإذا قلنا إن عدد كبار السن الذين سيذهبون للبنوك والمساجد 50 ألف شخص، فلك أن تتخيل الكارثة التي سيواجهها الدكاترة أبطال الصفوف الأمامية حين تتكاثر وتهجم عليكم مئات واحتمال آلاف الحالات التي تستدعي العناية المركزة (وين يودونهم؟!!).
في وباء «كورونا» أترك عنك أرقام الإصابات فهي ستكون بعشرات الألوف، لكن كارثتك ومصيبتك هي في تلك الحالات التي تستدعي العناية الفائقة، فهذه هي الحالات التي دمرت المنظومة الصحية في إيطاليا وأسبانيا ونيويورك ونتج عنها عشرات الألوف من الوفيات.
لنأخذ عبرة من جيراننا في إقليم الخليج، إيران أغلقت دور العبادة فيها بعد تزايد عدد الإصابات، وكذلك في جدة- السعودية أعادوا إغلاق المساجد بعد زيادة عدد الإصابات.. لماذا إذن ونحن نرى تجارب جيراننا نذهب لنفس الإجراء الذي تراجعوا عنه؟
يجب مراجعة قرار فتح البنوك والمساجد ودراسته مرة أخرى وأضعف الإيمان اذهبوا إلى أقسام العناية المركزة واستشيروا الأطباء والطاقم التمريضي بهذا الإجراء.
نقطة أخيرة: اللهم أنت ربي تعلم بسريرتي وما أظهرت.. أشهدك أنني حاولت.
الأنباء
