المواطنة الحقة اليوم في زمن تفشي فيروس كورونا سنة 1441هـ الموافق 2020م مدار نقاش عميق في كل هذا الحراك الوطني الشعبي الذي يأمل أن تكون هناك كويت جديدة بعد انصراف الوباء بعيدة عن كل أنواع الفساد والاستبداد من هذه القوى المتصارعة من أجل جلب المصالح، ونحن نريد منطق الانتماء الوطني الذي يسود على ما عداه من منطق في الدولة المدنية.
تعلمنا أن المواطنة الحقة تحصدها عند اللزوم في الأزمات والمدلهمات والنوازل والكوارث والحروب، ويسجل هذا بأحرف من نور وضياء للكويتيين وعيهم الحر وإرادتهم الموحدة، مما جعل نجاحهم الموحّد أمرا واقعا ومعيشا في جائحة «كورونا» وصفق لهم العالم بحكوماته وشعوبه وتصدروا مشهد الدولة التي طبقت مقاومة واحترازات «كورونا» حسب المواصفات العالمية التي أقرتها منظمة الصحة العالمية.
اليوم بفضل من الله عز وجل نجحت الكويت في تعزيز المواطنية والمواطنة، و«الرك» على الطرف الثاني المتمثل في الحكومة، فالمواطن الكويتي العزيز يعرف تماما واجباته ويعي حقوقه ومتمسك بالدستور والشرعية، والمواطنة الكويتية أصلا تقوم على المشاركة في الحكم والمساواة بين جميع المواطنين أمام القانون في مصطلح الدولة الذي نعرفه في الدولة المدنية.
المواطن الكويتي متمسك بولي الأمر وبيت الحكم، وهمه اليوم الحفاظ على هذا الوطن وسط هذا الكم من المستجدات العالمية، وكلنا تابعنا ما دار في الولايات المتحدة الأميركية من مظاهرات وما تبعها من عمليات تخريب واسعة ومنظمة ونحن شعب حضاري ومتحضِّر يعي أهمية المواطنة، لكنه في المقابل يريد حكومة قوية منفذِّة ومجلس أمة يشرِّع، وأولوياتهم اليوم قبل الغد الحفاظ على الكيان الكويتي بعيدا عن لعبة الكبار وما يُسمى زورا وبهتانا (الفوضى الخلاقة)!
الديموغرافيا السكانية أمر مزعج للمواطن الكويتي حتى غدونا (أقلية) وسط أكثرية، هذا (عين الخطر)!
أما آن الأوان لنفكر بالبدائل الاقتصادية التي تقوم على منتجات سلعة النفط؟
فكرنا بالطاقة الشمسية القادمة بقوة إلى هذا العالم!
فكرنا بالتحول الحراري وخطر تزايد درجات الحرارة على مجتمعنا!
إن مثلث برمودا الذي نعيش فيه يتطلب التفكير الاستراتيجي البعيد، كيف نجعل حدودنا حصينة ومأمونة ومضمونة، حتى لا تتكرر قصة الاجتياح العراقي الصدامي الغاشم مرة أخرى!
٭ ومضة: الكويتي اليوم اكتشف أن شراء الشقق في الخارج ليس هو الضمان، بل وجود كويت قوية يطبق فيها التجنيد الإلزامي، وتفعّل المعاهدات ويتحد الخليج العربي، هذه هي الركيزة التي تجعل المواطن يأمن ويثق بالله وبالمستقبل الواعد- بإذن الله- لأن وباء كورونا كشف كل خفي وظهرت الكويت بأميرها وولي عهدها الأمين ورئيس مجلس وزرائها الجديد نظيف اليد وشعبها أفضل من أي دولة أوروبية، كانت مطالب كالأحلام لمن يريدون الهجرة، وصارت الكويت تتسيَّد الموقف بلا منازع.
السؤال الذي كان يدور في عقول الناس: من يزول ومن يدمج ومن يذوب؟ تساؤلات كلها أصبحت في مهب الريح، وليس لنا من خيار إلا الكويت الخالية من كل أنواع الفساد.
٭ آخر الكلام: منطقتنا «حيوية واستراتيجية.. نفط وثروات» وهذا يجعلها أولوية للأطماع، وعلينا ألا نستهين بالقوى المحيطة بنا، خاصة في ظل تنامي قوة التنين والهند والدب والنسر الذي ما زال يحوم في كل الأجواء!
٭ زبدة الحچي: الكويت أمام تحديات في مقدمتها القوى المتوقعة وديموغرافيا السكان والموارد والعولمة!
ما أحوجنا إلى (تعليم جديد) بهيئات تدريسية من مختلف الدول العربية الحاصلين على الامتياز ولا يقبل أقل من ذلك أبدا، وأن نفتح المجال للمعلمين من دول الخليج العربية واليمن كأولوية.
الأطباء والعسكر والوظائف الصحية مثل «السسترات»، والمعلمون، كلها تحتاج إلى إعادة رفع الرواتب!
لنبدأ في التجنيد الإلزامي على شاكلة تجربة سويسرا والكيان الإسرائيلي، حيث خلال ساعات يكون أكثر من مليون حامل لسلاحه وفي موقعه!
التجربة المرّة في الاحتلال العراقي الصدامي أثبتت لنا تضحيات شباب الكويت أثناء مقاومتهم الاحتلال وهذا يعني أنهم قادرون على حماية وطنهم.
نحمد الله أننا في الكويت وعلى مر التاريخ (شعب موحّد) يتساوى فيه الجميع أمام القانون والكل يحترم معتقدات الناس في دينهم ومذهبهم متجاوزين الاحتقان الطائفي والمذهبي والصراع في دولة مدنية لها دستور «سابق عصره» حظي باحترام كل الدول والشعوب حتى غدت الكويت اليوم بأفعالها رائدة الخير والسلام، فأميرها – أمدّ الله في عمره – قائد للإنسانية وعضده وعضيده سمو ولي العهد الأمين، وعاصمتها الأولى في (العمل الخيري العالمي) وأيضا من الأوائل في التصدي لجائحة كورونا.. مما يعطيني ويعطيكم المزيد من الثقة في قادم الأيام بإذن الله.. وثقتنا كبيرة في سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الخالد، ونطالبه بالمزيد من الحزم لاقتلاع الفساد والفاسدين من الكويت النظيفة المتوجهين للمستقبل بمزيد من الثقة والتفاؤل والنزاهة والأمان.
في أمان الله..
الأنباء
