أصلح الله بالكم ،،،، بقلم / مطلق القراوي
كثيرا ما نسمع وخاصة في الدعاء إلى إصلاح البال فيقال: در بالك وخل بالك وأصلح الله بالك وحط بالك وهدي بالك وغيرها… كلها أدعية ونصائح، فهل هذه من اللغة العربية، وهل البال عضو جسدي كالقلب والعقل؟
سئل رجل ذات مرة؟
لو كانت هناك أمنية واحدة تلبى لك الآن فماذا ستتمنى؟!
فقال: راحة البال.. يقول الله عز وجل في سورة محمد: (والذين آمنوا وعملوا الصالحات وآمنوا بما نزل على محمد وهو الحق من ربهم كفر عنهم سيئاتهم وأصلح بالهم) هنا يتضح أن كلمة البال هي كلمة عربية فصيحة تعني أن البال هو موضع الفكر، والفكر موضعه العقل والقلب وهما العضوان المهمان في الإنسان اللذان ينبغي الحرص على إصلاحهما وفق ما يرضاه رب العالمين.
عنــدما تقـــول: أصلح الله بالك، أي أصلح الله خاطرك، وتفكيرك، وقلبك، وعقلك، لذا فإن شروط إصلاح البال ثلاثة مذكورة في كتاب الله في الآية السابقة وهي:
١-الإيمان بالله
٢-عمل الصالحات
٣-العمل بتعاليم ما نزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بشكل فعلي.
توقفت مليا عند هذه الآية وعرفت أن البال شعور بالعبودية للخالق رب العالمين وعلاقة مباشرة معه، فراحة البال وإصلاحه يأتيان من طاعة لله والإيمان به والتقرب إليه، كما هي دليل على خضوع القلب والعقل لله والسير على منهجه القويم، ويؤدي في النهاية إلى سعادتي الدنيا والآخرة.
لذا فعندما ندعو بإصلاح البال فلابد أن نستشعر هذا الدعاء العظيم ونصر على الإكثار منه، ونأمل من الله العلي القدير قبوله، كما لا نمر على مثل هذه المعاني مرور الكرام، بل نقف عند كل واحدة منها بوقفة تأمل وتدبر حتى نعرفها حق المعرفة يقول الله عز وجل (أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها) سورة محمد.
الأنباء