7 خطوات لتعافي المشروعات الصغيرة ،،، بقلم / إيمان الموسوي
تحت شعار إنقاذ الأرواح اختار العالم إغلاق العديد من روافد الاقتصاد في تجربة بشرية غير مسبوقة، هزت عالم الأعمال بشركاته الكبيرة والصغيرة على حد سواء، تجربة أحدثت عادات جديدة أو ما يطلق عليه New Normals، وهو مصطلح اقتصادي يطلق على الظروف الموضوعية التي كانت في السابق غير طبيعية ثم أصبحت بفعل حدث ما أمرا شائعا، كالظروف المالية أو التغييرات السلوكية التي طرأت على الحالة البشرية بعد جائحة كوفيد ١٩. شيء من الذعر والقلق يصيب أصحاب المشروعات الصغيرة، وخاصة تلك التي بدأت للتو في التجديف في عالم الأعمال، فهي الأكثر حساسية وتأثرا بالأزمة، فأرقام الحسابات المصرفية تثير قلقاً في فترة الإغلاق العام، ووقف عصب الحياة من إيراد المبيعات مع بقاء الالتزامات ينذر بتحديات صعبة لعبور هذا النفق المظلم. وحتى تتعافى الأعمال من أزمتها ، عليها أن تفهم المعايير الجديدة لواقع اليوم، وتدرك أن العادات الجديدة التي نشأت بفعل الجائحة هي نواة تصميم نماذج الأعمال الجديدة، حيث ان نماذج الأعمال القديمة لم تعد صالحة لعالم اليوم ولن تعود يوما كما كانت في السابق، لذا فإن من يعتقد أنه يستطيع أن يستمر في أعماله التي صممت لعصر أصبح من الماضي عليه أن يعيد حساباته ويغير من أسلوب تفكيره في استدامة الأعمال. وعلى الرغم من اختلاف المنتجات والخدمات التي تقدمها المشروعات الصغيرة فإنها تتشابه في أنماط تحولها لنماذج عمل جديدة مناسبة للواقع الجديد، وقد ناقشناها في العديد من منتديات ريادة الأعمال وطرحها بعض مفكري ريادة الأعمال مثل بلانك وأسترفالدر، ويمكننا تلخيصها في 7 خطوات: 1 – تقييم الوضع الحالي ما يصلح وما لا يصلح يشمل تقييم نموذج العمل القديم بالتركيز على هيكل التكاليف والمنتج المقدم وقنوات التوصيل والعمليات والأنشطة وجميع الموارد البشرية والمادية، وأيضا البحث عن فجوات في السوق الحالي، وسبل تعديل المنتجات والخدمات لتواكب الاحتياجات غير المشبعة، والبحث عن ابتكارات وحلول قصيرة المدى لتعديل النموذج الحالي، يهدف التقييم إلى معرفة ماذا نُبقي وماذا نستغني عنه في نموذجنا الجديد. 2 – اكتشاف العادات الجديدة للعملاء New Normals قد يغفل الكثير من رواد الأعمال هذه النقطة الجوهرية والتي تعد حجر الزاوية في نجاح أي نماذج عمل مبتكرة وهي التحقق من وضع العملاء وعاداتهم السلوكية الجديدة وأنماط حياتهم المستجدة وحاجاتهم المستحدثة، لابد من التواصل معهم وفهم مشكلاتهم الحقيقية بعيدا عن التخمينات والفرضيات حول حاجاتهم وأولوياتهم. من المهم طرح أسئلة للعملاء لمعرفة ما إذا كانوا لا يزالون مهتمين بما تقدمه؟ وكيف يريدون أن تقدمه؟ للحصول على إجابات يمكن إجراء استطلاعات الرأي في وسائل التواصل الاجتماعي، ويمكن استخدام تطبيقات الاجتماعات الافتراضية لعمل مقابلات والبحث بعمق لفهم واكتشاف شريحة عملائك. 3 – اختبارات سريعة للتحقق من النموذج الجديد من الخطأ أن تشرع بتحسين الخدمات والعمليات بناء على توقعات وأفكار تدور برأسك من دون أن تسمح لعملائك بإخبارك ماذا يريدون بالضبط، لا تبدد طاقتك في تصميم منتج غير مرغوب، بعد تواصلك مع العملاء ستظهر أمامك فرص وحاجات واضحة أسرع ببناء نموذجك على أساسها بسرعة من خلال تنفيذ منتجات اختبار أولية MVP: Minimum Viable Product أو خدمات اختبار أولية MVS: Minimum Viable Service، يمكنك استخدام أدوات اختبار أخرى أرخص وأسرع، ابدأ التجارب باستخدام أقل موارد ممكنة ثم تدرج في اختبارات أعلى كلفة ودقة. وقد يحتاج بعض رواد الأعمال إلى الاستعانة بإرشادات متخصصي ريادة الأعمال لتزويدهم ببعض أدوات تصميم نماذج العمل واختباراتها. 4 – إعادة تصميم المنتجات والخدمات والعروض إن سرعة التحول لنموذج عمل مناسب يعتمد على سرعتك في تحويل ملاحظات وآراء العملاء إلى تصاميم جديدة لمنتجاتك وخدماتك، بمعنى استخدام نتائج الاختبارات في تعديل الخلل في نموذج العمل وتحسين العمليات. 5 – اختبار قنوات الوصول لشرائح العملاء أحدثت الجائحة تغييرا كبيرا في قنوات التواصل والتوصيل، لذا من الأهمية بمكان اختبار كل خيارات التواصل المتاحة، بمعنى أن تعرض ما تقدمه في كل قناة تحتمل وجود شريحة من عملائك فيها، مثل قنوات التواصل الاجتماعي كالانستغرام وتويتر وفيسبوك، كذلك تقديم رسائل وعروض عبر يوتيوب، اجعل عروضك ورسائلك بسيطة وممتعة وسهلة الوصول لنقطة الشراء قدر الإمكان. 6 – وضع عدة بدائل لنموذج العمل لا يكفي أن يكون لديك تصور واحد لتعديل نموذج العمل، فالعالم يتغير باستمرار، وفحص النموذج واختبار البدائل عملية مستمرة، اترك الأجزاء التي تعمل بشكل جيد في نموذجك وأسرع بتطوير ما يحتاج لتغيير، اختر الأدوات والعمليات التي تناسب السياق الحالي في شركتك. 7 – مشاركة تجربتك داخل مجتمعك الأعمال تزدهر بالمشاركة، وعندما تشارك عملاءك أو نظراءك في القطاع الذي تعمل به أو مورديك أو المسؤولين في منظومتك قد تحصل على معلومات واقتراحات لتحسين نموذجك، أو قد تلهمك قصص الآخرين لاتجاهات جديدة، وقد تساهم من خلال تجربتك في إثراء الفكر الريادي الجمعي. وقد كثرت مثل تلك المشاركات مؤخرا في تطبيقات التواصل مثل زوم ومن خلال انستغرام لايف. Volume 0% لا يزال التعافي أمراً ممكناً في ظل تصميم جديد مرن لنماذج الأعمال يتوافق مع الواقع الجديد والمستقبل الضبابي، لقد انقرضت الديناصورات التي لم تتكيف مع تغير بيئتها، الحياة تجري الآن، فاصنع ما يناسبها الآن! إيمان الموسوي مستشار ريادة الأعمال وابتكار نماذج العمل
القبس