الكويت تتنفس الصعداء ،،، بقلم/ طارق بورسلي
تنفس الكويتيون الصعداء بأمل في قرب انتهاء الربكة الكورونية التي أحدثتها في كل قطاعات الدولة، تلك الربكة التي أحبطت النفوس الإنسانية، وعطلت دوران عجلة الاقتصاد الكويتي، هذا من جانب ومن جانب آخر فقد كان لهذا التوقف في عجلة الزمن الكويتي والعالمي آثار أجبرتنا على إعادة النظر في الخصوص والعموم على مستوى المواطن الكويتي وسياسة الدولة.. ونثير تلك الحيثيات من باب أن المواطن شريك في السياسة الوطنية الإصلاحية.
وكان السرور والبهجة في السماح بإعادة فتح المساجد في أنحاء الكويت، خطوة نحو إعادة روحانيات الدين في أداء الشعائر العبادية في أجواء مساجدنا العامرة بذكر الله سبحانه وتعالى كما اعتدنا عليها، وفق قاعدة لا ضرر ولا ضرار، في ظل الإرشادات والتعليمات من وزارة الصحة بمراعاة التباعد الاجتماعي، وأتت الخطوات بوضع سجادات الصلاة المصنوعة من النايلون والاكتفاء بأعداد قليلة، إلى أن يشاء الله برفع هذه الجائحة عن البلاد والعباد، فوتيرة تلافي الأخطاء التي أوقعت بنا تسير على قدم وساق.
وأما عن التركيبة السكانية، فقد بدأت الانفراجة في مغادرة الكثيرين من مخالفي الإقامة سعيا لغربلة العمالة الهامشية من عدمها، نحو استثمار الخبرات الحقيقية من الوافدين الذين يثبتون دورهم، ولقد رأينا الخبرات كيف كان وقوفها مع الصفوف الأولى من جميع الجنسيات الوافدة، فالكويت بحاجة إلى إعادة رسم الهيكلة السكانية للحفاظ على الأمن القومي، الرعاية الصحية والأمن الغذائي، ولقد عرفت الكويت بجزيل الكرم والعطاء.. باعتراف الاخوة والأشقاء المغادرين أرض الوطن.
وكان لقاء وزير التربية باعثا للأمل، بطمأنة ذوي الطلبة بقرار مبشر في منتصف يوليو المقبل، بإنهاء العام الدراسي 2019/2020 أو عدمه حفاظا على صحة أبنائنا الطلبة، ولوضع الخطط المناسبة لإعادة هيكلة مفصلية في التعليم التربوي، فإضافة التعليم عن بعد ليس تحصيل حاصل، بل هو تعليم عالمي مستمر من بعد كورونا وإلى أن يشاء الله مع الطفرة التكنولوجية في العالم الافتراضي «الإنترنت 5G» الجديدة.
وكانت الإجراءات الجديدة من قبل وزارة الصحة بإحضار الطواقم الطبية من «كوبا» و«الهند» خطوة صحيحة على مسار تجديد دماء الخبرات المستقدمة للرعاية الطبية في الكويت، والتحرك في جميع المسارات لحسر المرض بشتى الوسائل التقنية والعلاجية.
وتعتبر المراحل الخمس التي وضعتها الحكومة الكويتية لإعادة الحياة تدريجيا تؤتي ثمارها، مع ارتفاع معدلات الشفاء وانخفاض معدلات الإصابة، لذا فإني أدعو المواطنين والمقيمين للتقيد بالإجراءات الحكومية المنصوص عليها، وإلا يا وزارة الداخلية فالضرب بيدٍ من حديد لمن لا يحترم القوانين والإجراءات، فأرواح الكويتيين ومن هم على أرض الكويت ليست لعبة، فلنتنفس الصعداء حتى تتنفس الكويت من جديد.
الأنباء