الكويت.. نحو التعافي ،،،، بقلم/ غدير العبدلي
ساعات قليلة وسنطوي صفحة المرحلة الأولى من خطة العودة للحياة التدريجية، وننتقل إلى خطوة أخرى لا تقل أهمية عن الخطوة الأولى أو ما سبقها من مراحل، فمازال علينا الالتزام بالتباعد الاجتماعي والاشتراطات الصحية والوقائية من جائحة كورونا، حتى نصل إلى المرحلة الأخيرة بأمان وسلامة.
وخلال ساعات قليلة أيضا ستبدأ العجلة تدور في العديد من المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص بعد توقف دام لعدة شهور، هذا التوقف يجب أن يكون جرس إنذار دائم يدق في آذاننا لينبهنا بضرورة الاستمرار في الخطوات الاحترازية حتى نستمر نحو التعافي ولا نعود إلى مرحلة الإغلاق وتوقف الأعمال مرة أخرى ـ لا قدر الله.
ومع هذه الانطلاقة للأعمال والمؤسسات مرة أخرى، وجب علينا أن نغير من فكرنا وتوجهنا في الفترة المقبلة، بالاعتماد على الجوانب التي تسهم جديا في تحفيز وتنشيط الاقتصاد الوطني وتحقيق التنمية الاقتصادية المرجوة، وأيضا استمرار العمل على تنفيذ رؤية الكويت الجديدة 2035، والتي قد تتطلب منا أيضا بعض التعديلات والمواءمات بما يتناسب مع التغيرات التي حدثت في الفترة الماضية نتيجة تفشي الوباء، وبما يتلاءم مع احتياجاتنا للفترة المقبلة.
الاقتصاد المعرفي حاجة ملحة في الفترة المقبلة، أمر شبه حتمي يجب أن تعتمد عليه مؤسسات الدولة في المرحلة المقبلة، من خلال تبني الأفكار والابتكارات والاختراعات الكويتية المتميزة والصالحة لتحويلها إلى منتج وطني، والعمل على تطويعها بما يتناسب مع احتياجات الدولة وبما يسهم في تحقيق رؤية الكويت الجديدة، لأن الاقتصاد المعرفي يعتمد على رأس المال البشري الذي يعد المستقبل الذي تعتمد عليه معظم الدول في الوقت الحالي.
لقد سبق وأعلن المجلس الأعلى للتخطيط خلال حديثه عن الخطة الخمسیة الرابعة (2025- 2030)، أنها ستركز على الاقتصاد المعرفي، وهذه خطوة إيجابية واستشعار جاد من الدولة بضرورة الاعتماد على هذا النوع من الاقتصاد الذي سيسهم بلا شك في تحقيق الاستدامة في الاقتصاد الوطني، ولكن نتيجة لما حدث في الأشهر القليلة الماضية، فقد حان الوقت لتبكير عملية الاعتماد عليه وتبنيه وعدم الانتظار أكثر.
وختاما، الاقتصاد المعرفي فرصة ذهبية ستسهم في تحقيق طفرة نوعية كبيرة على المستوى الاقتصادي، فضلا عن تشجيع وإبراز الكفاءات المبدعة والمبتكرة من أبناء الكويت، كما أنها ستفتح المجال أمام القطاع الخاص لتحقيق الأرباح في أسواق المعرفة، فالمبدعون والمبتكرون من أبناء الكويت لديهم أفكار متميزة يمكن تطبيقها على أرض الواقع وتحقيق نجاحات كبيرة، وهذا أنسب وقت لزيادة تبني الابتكارات والأفكار الشبابية الصالحة للاستخدام والتطبيق وتحويلها إلى منتج كويتي يحقق الاكتفاء الذاتي محليا، ويكون قادرا على تحقيق المنافسة والنجاح على المستوى العالمي.
الأنباء