كيف نهدم الهرم؟ – بقلم عبدالحميد المضاحكة
من مأثورات رئيس وزراء سنغافورة السابق لي كوان يو مقولة تاريخية خالدة «تنظيف الفساد مثل تنظيف الدرج.. يبدأ من الأعلى نزولا للأسفل»، وهي مقولة لها صداها ومعناها وعمقها، فإذا صلح الرأس صلح باقي الجسد.
ولا يخفى علينا أن إحدى صور الفساد وسوء الادارة في وزارات الكويت تغلغل وتكدس المستشارين الوافدين في الاجهزة الحكومية، رغم وجود كوادر كويتية معطلة ومهمشة ومجمدة.
فالكويتي أصبح غريبا في وطنه وفي تلك الوزارات التي يسيطر فيها المستشارون الوافدون على القرار ويحاصرون من يصدره ويطبقه.
والسبب الأساسي لهذا الحال هو طاقم من المسؤولين الضعفاء الذين سمحوا لهذا الوضع أن يتفاقم لنصل إلى ما نحن عليه.
فهؤلاء المسؤولون الضعفاء همهم المحافظة على كراسيهم التي جاؤوا إليها بحكم الزمن او الترضيات والواسطات والولاءات، وليس بالكفاءة والاستحقاق، وإلا لما سلموا الخيط والمخيط للوافدين!
فهؤلاء لا يهتمون بالإنجاز والتطور، وجل ما يسعون له ينصب على بقائهم في مناصبهم، مقابل تهميش وتجميد القوى البشرية الوطنية، وابعادها عن مراكز صنع القرار.
هذه الفئة وممن هم في أعلى الهرم في الهياكل التنظيمية بالوزارات ومؤسسات الدولة ومستشاريهم الوافدين هم الخصم الحقيقي والسبب الواقعي والفعلي في البطالة الحقيقية والبطالة المقنعة.
ومن الطبيعي أنهم سيقاومون أي تحرك للإصلاح والتكويت وإحلال المواطنين، لأنهم ببساطة من ساهموا في خلق المشكلة بأيديهم بالتالي لم ولن يسهموا في حلها.
أيها السادة الوزراء والوكلاء والوكلاء المساعدون، عليكم أن تنظروا حولكم وإلى مستشاريكم الوافدين الذين يتفننون في تفريغ الحقيقة من معناها في سبيل إبقاء الحال على ما هو عليه. وابدأوا بهم إن كنتم صادقين.
وكما فعل رئيس وزراء سنغافورة السابق الذي تمكن من تحويل بلده الصغير من التخلف والفساد والفقر إلى التقدم حتى صارت من الدول التي يشار إليها بالبنان من خلال الإطاحة بهم جميعا، فعلينا القيام بالمثل والعمل بطريقة من الأعلى ثم الأسفل.
نحن أمام فرصة حقيقية إذا صدقت النوايا واقترنت بالأفعال، والفرصة الآن تطرق الباب فعلا ولن تطرقه مرتين!
فلنتمسك بها ونعض عليها بأسناننا، ونهدم الهرم، ولنحطم الصنم من أعلاه، ولنولي وجوهنا شطر قبلة الإصلاح لتمكين الكويتي في وطنه.