السور الرابع الحديث المنسي من ذاكرتنا! بقلم المؤرخ خالد طعمة الشمري
بذل أهل الكويت المؤسسين جهودهم لحماية وطنهم من مختلف الأخطار ومن آثار هذه الجهود أسوار الكويت .
بني السور الأول في القرن الثامن عشر الميلادي أما الثاني في القرن التاسع عشر ثم جاء الثالث في القرن العشرين وتحديداً عام ١٩٢٠م وبقي هذا السور صامداً حتى أزالته الدولة عام١٩٥٧م لتسهيل التوسع العمراني وأبقت على بواباته التي لا تزال باقية اليوم وشاهدة على تكاتف وصمود الأمس .
وشهدت قرى الكويت بعد معركة الجهراء تجربة حمايتها بالأسوار كسور الجهراء وسور الفحيحيل.
بعد أن تحررت الكويت من الاحتلال العراقي اجتمعت ثلة طيبة من رجال الكويت المخلصين وأسست لجنة وطنية لتأسيس السور الرابع وانطلقت الحملة في الثاني من يناير عام ١٩٩٣م ، وساهم محبو الوطن في التبرعات وتشرفت بالمساهمة معهم عندما حضر ممثلوها إلى مدرستنا ، انطلقت حملة اعلامية ساهم بها كثيرون ، ونجحت الحملة وسلمت المبالغ إلى الدولة ، وفي عام ١٩٩٥م تم البدء في تنفيذ المشروع كي يكون على هيئة خنادق على الحدود بين الكويت والعراق وبطول٢٠٠ كيلومتر وتم وضع نظام الكتروني متطور للتصدي لأي محاولة تعدي لحدود الكويت.
انه مايجعلني اليوم اتناول هذا الموضوع هو غياب هذا السور عن الذاكرة رغم حداثته فتجد اطلاق اسمه على أي جهد وطني وكأنه لم يتم كأن يقال هؤلاء هم السور الرابع للوطن وأرى بأن الأصح تسميتهم بالسور الخامس لأن السور الرابع مشروع تم انجازه وتمثل بالخندق الحدودي ، وهناك أيضاً من ذهب لأغنية عبدالكريم عبدالقادر أم الثلاث أسوار وكأن عبدالكريم عبدالقادر نفسه لم يغن أغنية سورنا الرابع التي كتبها الشاعر عبدالأمير عيسى للحث على التبرع للحملة سنة١٩٩٣م ، ولا أقول إلا حفظ الله الكويت من كل مكروه.
خالد طعمة
مؤرخ كويتي