سيف مفرج البرجس يكتب المعارضة .. إلى أين !!
المعارضة .. إلى أين !!
لا يختلف إثنان على أن وجود المعارضة الناضجة سياسيا ( التي لم يسمع عنها بعض معارضينا ) والبعيدة كل البعد عن التكسبات بكل اشكالها في أي نظام ديموقراطي هو ترجمة لاكتمال أوجه هذا النظام ، ومن ينظر إلى مثل هذه المعارضة على انها تضر بانظمة الدولة ومكتسبات المواطن فقد جانبه الصواب ، فالمعارضة الناضجة الموثوقة تقوم بمراقبة مؤسسات الدولة وتقييم الأداء الحكومي ( ليس للاستعراض ) بل لطرح الحلول البديلة لما تنتقد ، والتشريعات المكملة لما تراه نقصا تشريعيا ، وترى انه لزاما عليها كمعارضة محترمة ان تكون كحكومة الظل (ان جازت التسمية) لحكومة نظيفة ( أما حكومات شرايك تصير وزير ومعارضة نبي مناقصة ) فلا تبني وطن .
يجب أن يتم النظر للمعارضة على أنها جزء لا يتجزأ وركن أساسي من أركان منظومة العمل السياسي ، وينبغي وضع الحريات الكاملة لها كعرض خطابات المعارضة في كل وسائل الإعلام دون قيود مما يضمن تفوق المنظومة الديموقراطية ، وفي حال تجاوز المعارضة حدود النقد وصولا للتجريح ومحاولة زعزعة الروابط الأمنية والعرقية ، فالمرجع في ذلك الأمر للقضاء النزيه المستقل الذي لا يتبنى عملية الإقصاء السياسي .
يجب التفريق بين المعارض الحقيقي النزيه الذي يهتم لكل ما يحدث للوطن ويسعى جاهداً للإصلاح ماستطاع إليه سبيلاً وفق أساليب مشروعه ، وبين من يختبىء تحت غطاء المعارضة وينتهز الفرص والمصالح لنفسه ، مسيئاً بذلك لكيان المعارضة ويظهرها بمظهر مشهوه .
* إشعار :-
يقول أحمد الربعي – رحمه الله – ( من يبيع ضميره باع وطنه ، والانسان يستطيع أن يعيش بصمامات يركبها الأطباء في قلبه ، ويمكن أن يعيش بنصف رئة ، لكنه لا يستطيع أن يعيش بنصف ضمير )
سيف مفرج البرجس