أنا كويتي محب لوطني، لكن لا أتحدث باسم الكويت أو أهلها، بل هو رأي شخصي من أحد أبناء هذا البلد الكريم يعبر عن رأيه.. حب الوطن مفهوم يحتوي على كثير من الأعمال والتضحيات، والأصل أن نبني ولا نهدم، ونصلح ولا ندمر وننجز ولا نتقاعس، فالوطنية وحب الوطن واجب كبير وأي شرخ في جدارها أو طعن في رجالها المخلصين هو هدم لقواعدها وأساساتها.
إن من الأمور التي تساهم في انهيار جدار الوطنية تشويه صورة الوطن بالصغيرة والكبيرة وتشبيهها بقصور الآخرين، كأن نقول البلاد الفقيرة والضعيفة أحسن من بلادنا، فالمقارنة مع الأحسن وليس الأسوأ، كذلك رجال الوطن والمخلصين منهم ممن ضحوا وتفانوا في رفعة وطنهم داخليا وخارجيا وأعطوا صورة ناصعة البياض عن بلدهم فلابد أن يشكروا ويكرموا لا أن يشهر بهم على أعين الخلق أو يطعن بولائهم أو يتهمون بالخيانة فيقودهم ذلك إلى الانطواء والتقاعس فلا يبقى من يذود عن الوطن إلا السفهاء والجهال وهذه طامة كبرى.
لقد اصبح مقياس الوطنية أداة في يد كل من أراد الخوض بها، لا يقدر إنجازا ولا يشجع أبطالا ساهموا في نهضة الوطن، بل قادتهم الذات لكسب مصالحها وارداهم الحسد لما عجزوا على أن يصلوا إلى ما وصل إليه أبطال الوطن فانتهجوا الطعن والاتهام لتبرير عجزهم وضعف إرادتهم.
لا يعمر حب الوطن إلا بتماسك اللحمة الوطنية على نهج واحد وأن يكون إحسان الظن والتسامح صفة ملازمة لها وأن نعين الجاد ونعذر المجتهد اذا قصر، فالاجتماع رحمة والفرقة دمار وكما قال الشاعر:
اليا من الصديق شح علينا بماله
ذكرناه فيما مضى من جمايله
لا يشغلنا إرضاء الذات وكسب الملذات عن ترسيخ حبنا لوطننا والمساهمة في رفعته ونهضته وتماسكنا يدا واحدة فكل يعطي حسب طاقته. والله الموفق.
الأنباء
