خالد طعمة يكتب … كلنا للكويت والكويت لنا
الكويت وطن جمع على أرضه مكونات بشرية عديدة اختلفت في أصولها ومذاهبها واجتمعت على حبها.
مرت تجمعات بشرية كثيرة على أرض الكويت قبل أن تنال هذا الإسم ، ثم اجتمعت فيهامجموعة من الأسر والعشائر المهاجرة من مختلف الأقاليم المحيطة بها، اعتبرت هذه المجاميع مؤسسةً للكويت فعاشت الحياة الصعبة بكل تفاصيلها حتى نمت وأصبحت اسماً يشار إليه بالبنان، وهؤلاء المؤسسين تمتعوا بصفات وأخلاق حميدة بارك الله لهم نتيجةً لها فتحولت حياتهم الصعبة إلى حياة أخرى سهلة وميسرة ، وأخذت الهجرات تتزايد إلى الكويت نظراً إلى الحياة الطيبة و الجاذبة للمهاجرين الجدد ، وتحولت الكويت بفضل من الله سبحانه وتعالى ثم بإخلاص أهلها من إمارة إلى دولة لها مكانة عزيزة بين الدول.
بذلت حكومة الكويت جهوداً كثيرة لتخليد أسماء وسير أولئك المؤسسين حتى لا يطويها النسيان فأطلقت أسماؤهم على الشوارع والمرافق المختلفة واجتهد أبناء هذه الأسر المؤسسة في توثيق تاريخ أجدادهم ومآثرهم حتى لا تضيع عبر الأيام ، أما أحفاد المهاجرين اللاحقين دخلوا في المجتمع وقدموا للوطن الكثير من المواقف الجليلة التي تمثل روح الوحدة الوطنية الكويتية.
مع الأسف في السنوات الأخيرة أخذت تخرج بعض الأصوات التي تدّعي بتعرض المؤسسين إلى الإجحاف والإضطهاد بطمس تاريخهم !ولم يقف بهم الأمر عند هذا الحد بل أخذوا يشككون في بعض مكونات المجتمع الكويتي وبث روح الفرقة فيما بينهم ، ومثل هذا السلوك لا يأتي للكويت بخير .
إن المحن والأزمات أثبتت قوة اللحمة الوطنية ومتانتها ولكنها بكل أسف تمر على منادي الفرقة وكأنها لاشئ ، إن حكومة الكويت احتضنت الجميع واتخذت لها شعاراً في سنوات عديدة مضت وهو( الكويت بلاد العرب) مرحبة في تلك الفترة باخوانها العرب، لم يشهد تاريخ الكويت مثل هذه الفئة المفرقة لقد كان المؤسسون يرحبون بالآخر ويقربونه إليهم لتطوير البلد أما اليوم فإن هذه الفئة أخذت تحاول جاهدة التفريق بين الكويتيين بطرق ووسائل شتى .
إن الكويت لاتفرق بين أبنائها بل تجمعهم جميعاً تحت بيرقها، كنا صغاراً عندما رددنا عبارة كلنا للكويت والكويت لنا ولا نزال اليوم وغداً بمشيئة الله نرددها.
لذلك فإن مانريده هو تفعيل محاسبة مثل هذه الأطروحات المخالفة لأسس ومبادئ الوحدة الوطنية الكويتية حتى يتم الكف عنها خصوصاً ونحن لم نزل في أزمة كورونا ، حفظ الله الكويت من كل مكروه.
خالد طعمة
مؤرخ كويتي