رعاية مكتب الشهيد تتوسع.. وتشمل الأحفاد
الكويت – النخبة:
تقديراً للأعمال البطولية والتضحيات التي قدمها شهداء الكويت الأبرار خلال فترة الغزو العراقي الغاشم، أصدر الأمير الراحل الشيخ جابر الصباح طيب الله ثراه، مرسوما أميريا بإنشاء مكتب الشهيد في يونيو 1991 لتكريم الشهداء وتخليد بطولاتهم ورعاية أسرهم وذويهم في كل مجالات الحياة.
ووفق صحيفة “القبس” التي جالت في مكتب الشهيد للتعرف على إداراته المختلفة ونوعية الرعاية التي يقدمها لذوي الشهداء المشمولين بذلك وعددهم 2897، من عائلات 1238 شهيدا من نحو 15 جنسية ضحوا بأرواحهم فداء لتراب الوطن الغالي.
ويعد مكتب الشهيد تجربة وعلامة مميزة على مستوى الدول العربية من خلال أنواع الرعايات التي يقدمها لذوي الشهداء، وتشمل جميع مناحي الحياة، ويوفر عبرها السبل والوسائل الكفيلة بحل مشكلاتهم التربوية والاجتماعية والنفسية والصحية والقانونية والمادية، من خلال ادارات واقسام مختصة.
ويضم المكتب جميع شهداء الكويت الذين استشهدوا خلال حروبها المختلفة حتى فترة الغزو وما بعدها ممن استشهدوا نتيجة ألغام نصبها العدو قبل رحيله، او نتيجة أي آثار أخرى مترتبة على الغزو، ويصنف الشهداء في المكتب إلى شهداء عمليات حربية، وشهداء واجب عسكري، وشهداء كوارث طبيعية كمن لقوا حتفهم لعمليات إرهابية مثل شهداء مسجد الصادق.
ولا يزال عمل مكتب الشهيد متواصلا ومستمرا حتى الان، ويضم شهداء جددا من أبناء الكويت الذين استشهدوا أثناء أداء الواجب او نتيجة أعمال إرهابية في داخل البلاد وخارجها، ورعاية اسر هؤلاء تكريما لذكراهم ووفاء لتضحياتهم:
وفي ما يلي تفاصيل الجولة:
أكدت مديرة «العمل الميداني» في مكتب الشهيد سليمة مبارك، أن الإدارة تعمل على تقديم رعاية شاملة لأسر الشهداء في الجوانب الصحية والاجتماعية والنفسية والتربوية وغيرها، لافتة الى أن رعاية المكتب، التي تشمل ذوي الشهداء من الأب والأم والزوجة والأبناء، امتدت لتشمل الأحفاد أيضاً، عبر التواصل معهم لتلمس احتياجاتهم والتعرف على مشكلاتهم واقتراح الحلول لمعالجتها، والعمل على إكسابهم المهارات الاجتماعية الكافية لإعادتهم إلى حياتهم الطبيعية ودمجهم في المجتمع.
وبينت مبارك في لقاء مع القبس خلال جولة في مكتب الشهيد، ان المكتب يعمل على بث قيم الولاء والانتماء واستلهام معاني الشهادة واستثمارها في غرس وترسيخ قيم ومفاهيم المواطنة الصالحة وتحقيق مقومات الوحدة الوطنية.
ولفتت إلى أن إدارة العمل الميداني هي حلقة الوصل بين ذوي الشهداء ومختلف إدارات المكتب عن طريق التواصل المباشر معهم، سواء عن طريق الزيارات الميدانية في منازلهم أو من خلال استقبالهم في مكتب الشهيد ورفع تقارير إلى الإدارات المعنية، مشيرة إلى ان الإدارة تعمل على تحقيق أعلى درجات الاستقرار والأمان لأسر الشهداء في شتى جوانب الحياة المختلفة، وإعدادهم للاعتماد على أنفسهم ودمجهم في المجتمع بصورة سليمة.
وتابعت أن من ضمن المهام المنوطة بالإدارة، التأكد من حصول المستفيدين على المعاش الاستثنائي للشهيد بالتعاون مع المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية، ومتابعة موضوع إسقاط القروض واسترجاع ما دفع منها عن جميع الشهداء، ومتابعة أوضاع الطلبة المبتعثين من قبل المكتب بالداخل والخارج، والتأكد من سداد رسوم الدراسة للجهات المعنية في الوقت المحدد، وتجديد الهويات التعريفية وتسليمها لمستحقيها في الوقت المناسب.
بطاقة الأسرة
وأشارت مبارك إلى ان الإدارة تعمل حاليا على استحداث نموذج «بطاقة أسرة الشهيد» تتوافر فيها كل البيانات والمعلومات الخاصة بأسرة الشهيد من جميع النواحي (صحية – إسكانية – قانونية – مالية – تربوية – تربوية – أنشطة وغيرها)، وتحديثها أولا بأول لتعد مرجعا للباحث، والاستمرار في سياسة الموظف الشامل ليؤدي الموظفون مهام وأعمال القسم بما يوفر الوقت والجهد على المراجعين.
وبينت ان الإدارة تضم باحثين وباحثات متخصصين في علم النفس والاجتماع، لزيارة الأسر وتقصي احتياجاتهم في منازلهم على ارض الواقع ونقلها إلى الإدارات المتخصصة، لافتة إلى ان مكتب الشهيد يرعى ويتابع جميع النواحي الصحية والنفسية والاجتماعية والتربوية والمادية والقانونية والإسكانية والوظيفية لذوي الشهداء.
وأشارت إلى ان أعداد الباحثين قلت عن الفترات الأولى لإنشاء المكتب عقب الغزو بسبب استقرار اغلب الأسر بعد مرور سنوات على الذكرى الأليمة، وان المكتب ضم في بداياته نحو 80 باحثا وباحثة وتقلص إلى 4 باحثين حاليا يتولى كل واحد 30 أسرة و4 باحثين في الفترة الصباحية، و10 بقسم الاستقبال.
وذكرت ان الرعاية تشمل الأرملة والأبناء تحت سن 26 الذين لم يلتحقوا بوظيفة، لافتة إلى ان رعاية الأرملة تستمر كما هي دون نقصان في حال تزوجت مرة أخرى كما لو كانت على ذمة الشهيد، فزواجها ليس عقابا وانما أوصى الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد بذلك.
وأوضحت ان عدد الشهداء المسجلين في المكتب بلغ حتى الآن 1237 شهيدا، لدى بعضهم 4 أو 5 اسر ولدى آخرين عدد اكبر قد يصل إلى 15 او 20 ابنا وابنة، لافتة الى ان أكثر المشكلات التي تواجه الأسر هي تعامل الأمهات مع الأبناء في مرحلة خاصة في ظل غياب الأب.
مراقبة الاتصال
من جانبها، بينت مراقبة الاتصال الأسري في مكتب الشهيد سناء المعتوق، ان المراقبة التابعة لإدارة العمل الميداني تضم 3 أقسام رئيسية، هي الاستقبال والاتصال الأسري والرعاية التربوية، وتقوم جميعها على التواصل المباشر مع ذوي الشهداء لتلمس مشكلاتهم واحتياجاتهم.
وقالت المعتوق ان قسم الاستقبال يستقبل المراجعين في مقر المكتب في منطقة مبارك العبدالله الجابر، او يتواصل معهم هاتفيا، لافتة إلى ان عدد الذين يتابعهم قسم الاستقبال 602 ملف لشهداء يبلغ عدد أفراد أسرهم وذويهم 899 مستفيدا ما بين آباء وأمهات وارامل وأبناء.
وبينت ان اغلب الأسر تحولوا من القسم الميداني إلى الاستقبال بعد استقرارها الذي أظهره المسح الميداني لـ 92 شهيدا بعدد مستفيدين 198.
وانتقلت بالحديث الى قسم الرعاية التربوية الذي يتابع الأبناء الذين ما زالوا على مقاعد الدراسة من رياض الأطفال الى الجامعة وحتى الدراسات العليا، موضحة ان الباحث التربوي ينفذ زيارات ميدانية الى المدارس لمتابعة اوضاع الدارسين في مرحلة التعليم الأساسي من حيث التحصيل وحل المشكلات التي تواجههم، لافتة الى ان عدد المستفيدين من الطلبة في جميع المراحل بلغ 206، منهم 95 من البنين و111 من البنات، إلى جانب 6 طلاب و9 طالبات في الماجستير، وطالبين و6 طالبات بالدكتوراه.
تكريم المتفوقين
ينظم مكتب الشهيد حفلا سنويا برعاية الديوان الأميري لتكريم الطلبة المتفوقين من أبناء الشهداء لمرحلة رياض الأطفال وحتى الجامعة وما بعدها، ويقسم المتفوقون إلى قسمين، الأول للحاصلين على درجة امتياز والثاني للحاصلين على درجة جيد جدا، ويحصلون على مكافأة مالية تشجيعية.
تصنيف الشهداء
يصنف الشهداء المسجلون في مكتب الشهيد إلى 3 فئات، الأولى التي يحظى ذووها برعاية كاملة هم شهداء العمليات الحربية في فترة الغزو او الحروب السابقة وحتى انفجار الالغام بعد التحرير، والثانية شهداء الواجب في الجهات العسكرية كالجيش والداخلية والحرس الوطني والمطافئ ممن استشهدوا أثناء القيام بواجبهم، والثالثة الشهداء المدنيون في الكوارث والحوادث الاستثنائية التي يقرها مجلس الوزراء كشهداء مسجد الصادق وغيرهم ممن استشهدوا في حوادث إرهابية مشابهة في الداخل او الخارج.
لا آباء للشهداء بدور الرعاية
اكدت جنان الكليب عدم وجود والد أو والدة شهيد في دور الرعاية، مشيرة الى ان قسم الاتصال الاسري مسجل لديه 92 شهيدا و197 مستفيدا يشرف عليهم 14 باحثا في الفترتين الصباحية والمسائية، لافتة الى ان هذه الزيارات حسب رغبة الاسرة، وبما يضمن امان الباحث والباحثة.
جنان الكليب: جوائز تشجيعية.. واستقرار أسري عالٍ
اوضحت رئيسة قسم الرعاية التربوية رئيسة قسم الاتصال الأسري بالإنابة جنان الكليب أن مكتب الشهيد منوط بمتابعة الطلبة على مقاعد الدراسة منذ رياض الاطفال وحتى الجامعة والدراسات العليا، ومتابعة تحصيلهم الدراسي والسلوكي بالتعاون مع المدرسين والاخصائيين الاجتماعيين والنفسيين بالمدرسة.
وذكرت ان القسم يقدم مجموعة من البرامج كالجوائز التشجيعية والكوبونات النقدية لتشجيع الطلبة وتحفيزهم، وبرنامج رعاية المتعلمين عبر دروس تقوية مجانية بالمدارس بالتعاون مع وزارة التربية وجمعية المعلمين، وكوبونات مجانية للحصول على دورات في اللغة الإنكليزية والكمبيوتر في أرقى المعاهد، مشيرة الى وجود 206 طلاب تتم متابعتهم في مرحلة التعليم الأساسي.
وتطرقت الكليب إلى مهام قسم الاتصال الأسري المتمثلة في التواصل المباشر مع اسر الشهداء عبر كادر اجتماعي متخصص، موضحة ان فريق باحثي وباحثات القسم ينزلون إلى الميدان لتحديث البيانات والوقوف على الوضع الاجتماعي للأسر، ومن ثم إعداد تقارير جديدة وتقديمها إلى لجنة المساعدات المالية للاخوة العرب ولأي أسرة شهيد ترغب بالمساعدة المالية.
واكدت ان نسبة الاستقرار الأسري عالية جدا، عدا بعض حالات التعثر الدراسي او الحالات النفسية التي تتم متابعتها وتحديد موعد مقابلة شخصية لهم مع مختص.
ألطاف السلامة: الرعاية الصحية أكثر متطلبات الأسر
ذكرت رئيسة قسم الاستقبال في مكتب الشهيد ألطاف السلامة ان القسم يتابع العدد الأكبر من أسر الشهداء من التصنيفات الثلاثة «عمليات حربية – واجب – كوارث طبيعية»، ويتواصل معهم من خلال المقابلات المكتبية والاتصالات الهاتفية لتلمس احتياجاتهم، وان كل موظفة في القسم تتواصل مع مجموعة من الأسر لمتابعة أوضاعهم.
وبينت ان ظروف الأسر الاجتماعية تغيرت بعد مرور 26 عاما من الغزو، وتغيرت احتياجاتهم بعد ان كبر الأبناء، وأصبحت الرعاية الصحية هي اكثر متطلباتهم.
وبينت ان الطلبات الاخرى تتنوع ما بين طلب توظيف وتسجيل في ديوان الخدمة المدنية لإعطائهم الأولوية في الحصول على الوظائف، وكذلك طلبات الاسكان، وغيرها.
واستعرضت اهم مهام القسم، كاعداد بيان حالة لأسر الشهداء في حال طلب مساعدة مالية وتوفير المستندات المطلوبة سواء لأسر الشهداء المواطنين أو غير الكويتيين، واستكمال المستندات الخاصة بأسر الذين اعتمدوا حديثا واعداد البطاقة المالية الخاصة بهم وتحويلها للجهات المعنية للبدء بالصرف المالي، وغيرها.