الكتاب دون معرض!
باتت جميع المؤشرات تثبت لنا أن هذا العام سوف يمضي بنا دون معرض الكتاب ! صحيح أن الدنيا بأكملها توقفت ولكن توقف معرض الكتاب كان مختلفاً بالنسبة لي.
هي أفكارٌ كثيرة واقتراحات مرت مروراً سريعاً في ذهني تحاول معالجة الوضع ولكن دون جدوى ، يقترح الكثيرون فكرة المعرض الالكتروني كونهم جربوا التسوق الالكتروني وهي فكرة جميلة يمكن من خلالها معالجة جزء من المشكلة إلا أن التسوق الفعلي والإمساك بالكتاب له قيمة أخرى مغايرة.
للمعرض ذكريات يطول سردها فقد بدأت ذكرياتي معه منذ الطفولة عندما كان والدي حفظه الله يأخذني إلى المعرض غارساً فيني حب الكتاب وعشق الثقافة وكيف بدأ معي الحلم الذي راودني بأن أصبح مؤلفاً وأجلس بالمعرض وهو الذي تحقق فعلاً معي في نوفمبر٢٠٠٤م وكيف كانت الفكرة غير متقبلة كوني شاباً يحاول إقامة لقاء مع القراء وكيف أخذت تتوسع وتنتشر بعد أن ازداد المؤلفون الشباب ، ولا أنكر أنني صرت بعدها بسنوات محبطاًومتخذاً لقرار عدم المشاركة لازدياد البهرجة وغياب المضمون بشكل كبير وبقاء المضامين القيمة يتيمة في المعرض حتى جاءني اتصال من أخي طلال الرميضي الذي كان وقتها متولياً رئاسة الرابطة كي يدعوني بالمشاركة والتي قابلتها بالاعتذار لأفاجأ بإرساله جدول الحفلات وبه موعدي وكيف وضعني أمام الأمر الواقع لكي أعود وألتقي بالقراء من جديد .
كانت لدي أمنية وهي بأن يكون لي ركن خاص أشرف عليه وهي فكرة غير مسموح بها وسعيت نحو تحقيقها منتظراً قدوم المعرض من جديد لأفاجأ بأنه لن يقام بسبب الوباء.
نسأل الله تعالى السلامة للجميع من هذا الوباء ولكن ماذا لو تولت كل دار نشر بإقامة معرضها مع توافر الاشتراطات الصحية هي فكرة مقترحة نتمنى تحققها ان أجازتها السلطات
الصحية وسارت بها دور النشر.
خالد طعمة
مؤرخ كويتي
