انعدام الفصول ،،،، بقلم : فاطمة المزيعل
هناك آلاف الأشخاص يعانون الحزن والهم والوحدة، رغم أن لديهم ما يشغلون به وقتهم، ويملكون ما يقومون به من مهمات مختلفة، ومهارات مميزة متنوعة، إلا ان أغلبهم يفتقد تلك الدرة الغالية «السعادة» والتي هي غاية الخلق، ومن أجلها يهون كل صعب! وان وصل أحدهم لمراده، وحصل عليها، يشعر أحيانا بأنها أتت عكس ما كان يتمناها، فتجده يشكو كثيرا ويتذمر، وينسى أنها إذا تحققت، قد تتحقق نعم، ولكن بدرجات متفاوتة جدا، درجات قد يتوقعها هو، وقد لا يتوقعها بتاتا، لذلك يختلف الإحساس بها ما بين إنسان وآخر، مثلما تختلف أسبابها ما بين إنسان وآخر أيضا.
فقد يكون الإحساس بها متشابكا أحيانا وكالخيوط متناثرا، وقليل جدا من يدرك معناها ومعنى وهجها للأسف.
فهي ترتبط بايديولوجية أطباعنا، أفكارنا، أسلوبنا، عاطفتنا، ومختلف اتجاهاتنا الكامنة في أنماط سلوكياتنا.
والتي تنعكس بلا شك على واقعية أفعالنا وتصرفاتنا! وان هبطت علينا، تجدها تهبط كالسكينة العميقة، تلك التي دائما ما تسكن أقصى ما فينا.
فإن كانت حياتك حافلة ومليئة، بكل ما يملأ أوقات فراغك، بمهام ومهارات، او هوايات تكشف عن الوجه الآخر لك، فما الذي يجعلك أو يمنعك بمعنى اصح، بأنك لا تستلذ بطعم سعادتك، وأن أتت بعكس ما تتمناها بالضبط؟! فلربما قد تكون انت غافلا عن أشياء من حولك، أشياء لو انتبهت إليها، لجلبت لك طوفانا من الانشراح والفرح، شريطة استغلالها بشكل إيجابي وفعال ويستحق، بعيدا عن كلمة يا ليت ويا ليت! وبعيدا عن كثرة التحسر.
فتأكد أن وحدها من تبقيك حيا، بل وتمنحك أحيانا جمال الحياة بكل معانيها، فقط تريث وتكيف واقتنع، كي لا تهدرها دون أن تدرك بالتناسي، إلى أن تموت شيئا فشيئا بداخلك، فتتبخر مع الوقت وتتلاشى مع التأسي.
وكما قيل: لا تبرحوا بيدر الحياة، ثم تعودوا إلى العالم الذي انعدمت فيه الفصول لتسعدوا.
فانظر في مرآة روحك، وتنازل عن قنوطك ولو قليلا، وتخلى عن يأسك وهمومك، وتأكد أن هناك ملايين من الأشياء الأخرى التي لا تقدر بثمن من حولك، بإمكانها أن ترضيك وتفرحك.
فالمصائب والمشاكل والهموم تهون إذا كانت سعادتنا عن قناعة ورضا بما قدر الله وكتب لنا.
فقد صدق القائل: على المرء أن يبتسم قلبه، قبل أن تبتسم شفاهة.
الأنباء