ليس بغريب أن يُقدَّمَ لصاحب السمو الأمير أوسمة أو قلائد وأوشحة من دول أو مؤسسات وهيئات دولية وإنسانية.
ذلك أن سموه يليق به التكريم المستحق، فهو صاحب المسيرة الطويلة في العمل العام ما يقرب من سبعة عقود، نال خلالها عدداً كبيراً من تلك التقديرات على أعمال جليلة أدّاها، وأسهم بها، خصوصاً خلال قيادته للسياسات الكويتية الخارجية، والتي ميزت سياسات الكويت ودبلوماسيتها الناعمة والخَلاقة في حل مجموعة أزمات ومشاكل في الساحات كافة، دولياً، إسلامياً وعربياً وعلى حل أزماتٍ داخلية لبعض الأشقاء.
ونحن، الكويتيين، نرى أن تقديم وسام الاستحقاق العسكري برتبة قائدٍ أعلى من الولايات المتحدة الأميركية، ليس أمراً كبيراً ومستغرباً بذاته. وهو دلالة على أهمية الأدوار التي قام بها سموه خدمة للمجتمع الدولي وقضايا السلم والرفاه الدوليين، وهو محل تقديرنا، وفخرنا، واعتزازنا. وإن صدرت تساؤلات من البعض في ما يخص التوقيت الذي تزامن مع أحداث كثيرة وحاول البعض ربطها بطريقة ما مع مطالبة أميركية بالتطبيع مع الكيان الغاصب، على الرغم من اختلاف المناسبتين، فنقول إن مثل هذه الأمور يتم الإعداد لها منذ فترة طويلة، ونعتقد أن مثل هذا الربط لا يتناسب مع حسن المبادرة.
ولكل ذلك، نؤكد أحقية صاحب السّمو في هذا الوسام، بل نجده قليلاً على سموه، غير أن ربط تقديم الوسام أو مجرد التلميح لأمر سياسي يمس ثوابت الكويت ومبادئها وسياستها، خصوصاً ما يتعلق بقضايانا القومية والوطنية، نراه فعلاً في غير مكانه الصحيح ولا زمانه.
وحسناً كان رد الكويت الصريح والواضح، بلا أي لبسٍ وبلا أي غشاوة، عبر مجلس الوزراء الذي (أكد مركزية القضية الفلسطينية باعتبارها قضية العرب والمسلمين الأولى والتزام دولة الكويت بالوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني ودعم خياراته وتأييدها لكل الجهود الهادفة إلى الوصول إلى حلٍ عادل وشامل للقضية الفلسطينية).
أميرنا هو من يليق به الكُبْر والتقدير، ونحن دولة مواقفها المبدئية ثابتة على الحق، لا تغيرها الظروف والأحداث التي تجري هنا وهناك.
ماجدة العطار
