«لا تلوم الحكومة لوم ولد عمك» لـ غنيم الزعبي
بقلم : غنيم الزعبي
تدخل ديوانية بعد السلام والتحيات والقهوة والشاي تنتبه لأحد الأشخاص في طرف الديوانية صوته يلعلع وفاتح فمه على الآخر حتى أنكتري كم حشوة في أسنانه. تركز لاكتشاف (شفيه هذا). تسمع كلمات الفساد والإصلاح ويجب علينا كذا وكذا والشخص الفلاني هو سبب كل المشاكل والحكومة مقصرة في كذا وكذا.
بعد أن تتفرس جيدا في وجهه تتعرف عليه، فلان الفلاني مدير أو مسؤول إحدى الخدمات في إحدى الوزارات الخدمية، والكارثة أنك كل يوم ترى بعينك مدى سوء هذه الخدمة بحكم سكنك ومنطقتك التي يشرف هذا (الصارخ) على خدمتها تلك.
لا تملك إلا أن تسأل نفسك كيف لهذا الشخص وجه أن ينتقد أي شخص في العالم وهو المسؤول الأول عن خدمة سيئة وعن تقصير الرقابة على شركات (هرفت) من المال العام عشرات الملايين مقابل أداء تلك الخدمة، لكن بسبب نوم هذا الأخ الصارخ فالشركة مهملة جدا ولا تقوم بعملها إلا بالحد الأدنى.
الأمثلة على صاحبنا هذا كثيرة، الجميع يطالب بالإصلاح والجميع ينتقد الحكومة على سوء أدائها في مجال الخدمات، لكن عمركم ما سألتم أنفسكم من هي الحكومة؟ الحكومة هي أنا وأنت وأخوك وأختك وأبناء عمك وأبناء عمي.. باختصار نحن الحكومة، هل قمنا جميعا بعملنا بإخلاص وأمانة؟
إذا كانت الإجابة نعم، فجميع الخدمات تكون ممتازة وليس هناك مبرر للتذمر؟ أما إذا كان أغلبنا مقصرا ومهملا في عمله فلا نلوم إلا أنفسنا.
أدمنت منذ فترة مشاهدة قناة NHK اليابانية الناطقة باللغة الإنجليزية وهي لسان حال الحكومة اليابانية، وكل فترة يضعون تقريرا عن حالة الخدمات التي تمس المواطن مثل النظافة والصحة والتعليم والطرق. شيء فوق الخيال أساسه إتقان كل مواطن عمله، تجد حتى عامل النظافة له مهام واضحة ومحددة تتم مراجعتها يوميا من مشرفيه من خلال نظام (checklists) المكون من عدة نقاط أساسية تحدد هل قام بعمله أم لا. ويتم هذا الأمر بشكل يومي وبصورة دقيقة وتبعات هذا الأمر أن الجميع يقومون بعملهم على أكمل وجه وينعكس هذا بدوره على جميع الخدمات.
٭ نقطة أخيرة: نظام الرقابة على مستوى الخدمات يجب أن يكون صارما وحاضرا كل يوم وغير مقبول مستوى الكثير من الخدمات في الكويت الذي أهم أسبابه عدم قيام الكثير من المواطنين (أنا وأنت) بواجبهم بكل إخلاص وأمانة.
ghunaimalzu3by@