الأوطان تهرم كالأبدان! – بقلم : محمد الصقر
بقلم : محمد الصقر
تلك مقولة عالم الاجتماع العربي المسلم ابن خلدون قبل٨٠٠ عام، بموقعه الجغرافي في شمال أفريقيا للخارطة العربية الإسلامية ما بين تونس الخضراء والمغرب العربي قلعة الفاتحين عربا وأعاجم فرسانا للإسلام هناك ودولة المسلمين حتى انكسارها بعد زحف فتوحاتها لأواسط أوروبا، وإدارة شؤونها وبسط قوس سلطتها، لا تسلطها، عليهم بنشر العلوم والفنون والثقافة والهندسة بأنواعها معمارا وطرقا، وجسورا وسدودا وتربية وتعليما وطبا بأنواعه وفلكا وكيمياء وزراعة وصناعة راقية تشهد لها وعليها آثارهم وبصماتهم وتداخل ثقافتهم وثقافات تلك الدول باقتباس أفضل أنواع شؤون الحياة ببصمات عربية إسلامية تعميرا للحياة دون تدمير للراغب في المزيد مراجعة «جوجل» ساحر تلك الأمور ومكتبتها العامرة بالمعلومات وثروتها الغزيرة أسماء ومسميات تزين طرقها وشوارعها ومدارسها ومتاحفها وغير ذلك فنون البر والبحر والنجوم والجبال والشجر لمسافاتها على امتداد البصر.
من تلك المقدمة نتوقف عند العنوان:(الأوطان تهرم كالأبدان وتضعف وتشيخ) ما لم تجدد عقولها ودماءها، وأوصالها، وتركيبة مجتمعاتها تعليما وتربية لأجيالها والانتفاع من كل قواها مدنية وعسكرية، رجالها ونساؤها، شبابها وأطفالها العلم حزامهم، والتعليم قلعتهم، والابتكار منهجهم، وكتاب الله دستورهم، والتسامح شيمتهم، وكل الأديان السماوية منهاجهم، والسبات العميق والكسل خطهم الأحمر لعدم ضياع تميزهم وقوتهم، وخبرة سابقيهم بلا غرور ولا ترفع عن الاستفادة من كل تجارب الآخرين سند ورصيد وعزوة للقاصي والداني بجوارهم، والحذر والحرص والانتباه إلى ما يدور داخل مجتمعها، وخيانة أطراف حاقدة حاسدة لأمنهم وأمانهم!
عد ذلك ناقوسا للخطر بضعف الدولة وانهيار أركانها وبعثرة إنجازاتها وبذر الفتنة داخلها وحولها والجدل والشقاق وانحطاط الأخلاق بداية نهايتها بتربص عدوها داخلها وخارجها والانقضاض عليها وتحطيمها وتمكن عدوها من ابتلاعها ومسح وجودها عن خارطة قوتها وقدرتها مزاولة حياتها وإشهار وفاتها لدفن تراثها بعد تمكن هرمها وعجزها تلافي كل مقوماتها وعناصر حياتها بالذات لقيادات مترهلة لا تعي ولا تعني خطرها سابق الإشارة إليه بأن تحذيرها بالعجز والهرم نهاية الغافلين بجمع المال العقيم وتطاول الرويبضة مناصبها، وتدني قوة بدنها كدولة عاجزة عن دفاعها عن حقوقها المشروعة!
راجعوا مقدمة ابن خلدون «باب الأوطان تهرم كالأبدان» تتعلمون كثيرها وتتحاشون خطيرها لو كنتم تحرصون على دفع الخطر عن أوطانكم، بسلامتكم وهدي خالقنا العظيم سبحانه.