وسط كل هواجس ودعوات وتوقعات نسيج أهل الكويت حكاما ومحكومين بعد صدمة اليوم الأول للخبر الحزين برحيل سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد ومرور أسبوعه الأول، يستذكر ويتذكر ويتمعن الجميع بلسم الروح وكلمات الحكمة، ونبرات العزم، وقوة العزيمة من الأمير الأسبق الراحل الكبير والقائد الحليم المغفور له بإذن الله طيب الله ثراه وجنة الخلد مثواه، الشيخ عبدالله السالم على منبره الدستوري بقاعة كل الأمة كلمات من نور: «تهدى الأمور بأهل الراي ما صلحت، وإن تولت فبالأشرار تنقاد»، رددها ثلاث مرات بذات النظرات الثاقبة محركا للأعلى سبابته ولفتاته للجميع ليدركها كل ذي رأي ورؤية لصالح الأمة بيوم عجيب الطالع لولادة كويت جديدة آنذاك، وتكررت ملامحها بعده في كل الملمات أغزرها وأثبتها ترجل فارس لها عن صهوة جواده ليتسلم فارس آخر أمانة الديرة بعيدا عن التردد والحيرة لربان سفينتها الراضي يحكمها بحكمة وإجماع أهلها عقلاء ومحكومين أوفياء مخلصين لحروفها الأربعة (ك وي ت) ماضيها وحاضرها ومستقبلها الأفضل بتميز حزمة ونسيج أهلها، إمارة وولاية عهد لإكمال مشوارها بعد قرابة (400عام) منذ ولادتها لمطابقة حكمة رائد دستورها واختيار كلماته بلسما لأولاده فيها وأحفاده ورباط نسيجها مواطني أهل ديرته، بلا لغط ولا حيرة وسط أحزان وفقدان راحلها الغالي وقسوة رحيله ليتولى الأصلح والأفضل حكمة وحلما ورفقا بالحكم والرعية بميزان تؤكده ثقة الأنام داخلها وخارجها، شهادة يؤكدها ذلك الميزان العادل لتولي أمورها بكل اطمئنان وأمان لديرتنا المحروسة بدعوات المخلصين للخالق العظيم ونبيها الحليم.
ومن جهتنا كمواطنين فإننا باسم الله نرعاها ونحميها كما هي وصية الأجداد والآباء الأوفياء ولا عزاء للمترددين المشككين إلى أين نحن سائرون، فالحكمة ضالة الحكماء حلما وعلما عبر العصور والدهور بإذن خالقنا العظيم ونرددها معكم أحسن الله عزاءكم.
