مرت الكويت وشعبها بحالة من الحزن والترقب لفقدها أميرها الراحل قائد الإنسانية في ظل ظروف «كورونية» تجتاح العالم!
غير أن انتقال الحكم بهذه الانسيابية الفورية والدستورية جعل الشعوب والحكام الذين يناظرون الكويت يعجبون من ترتيب بيت الحكم خاصة في كنف (النواف والمشعل) وكلاهما قائدان محنكان صقلتهما التجارب وأهلتهما الخبرات، وتسلم صاحب السمو الشيخ نواف الأحمد أمير البلاد راية الكويت ممسكا بطرف منها لترفرف عاليا وليختار وليا للعهد – عضيده – سمو الشيخ مشعل الأحمد ليسير على خطى سلفه ويعضده ولي عهده الأمين، وقد تمت الاجراءات الدستورية في سلاسة ويسر، حيث باركت أسرة آل الصباح تزكية صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد لسمو الشيخ مشعل الأحمد لولاية العهد، ثم أقسم سموه اليمين الدستورية أمام صاحب السمو الأمير، ثم حصل على مبايعة جماعية من مجلس الأمة وأدى القسم.
وكلنا أميرا وحكومة وشعبا نرنو إلى المستقبل الواعد بكل التفاؤل، فسياسة الكويت لها ثوابتها التي لا تتغير ولا تتبدل، ومواثيقها وعهودها التي لا تنتقض، فالمبادئ الكويتية والقيم والخصال الكويتية متوارثة جيلا وراء جيل، وستبقى شاهدة لمؤسس الدولة الراحل الكبير (مبارك الكبير) الذي خص الحكم في ذريته من بعده وسار الكويتيون على ما توارثوه في سجية الأوفياء المحبين المخلصين.
من نعم الله على الكويت أنها لم تتعرض إلى فراغ دستوري عند غياب حاكم، وغياب الفقيد (وإن كان مصابا جللا عظيما) إنما هو غياب ذات وليس غياب أثر ولا توقف لانتقال المسؤولية من حاكم إلى آخر امتثالا لقوله تعالى: (إن خير من استأجرت القوي الأمين – القصص 26).
عناية ربانية دائما تحفظ الكويت المتمسكة بدستورها وقيمها، وهكذا تكتشف معادن هذا الشعب الأصيل الذي بايع حكامه دائما على الولاء والطاعة حتى أثناء الاحتلال العراقي الصدامي كانت بيعة للشرعية في داخل الكويت المحتلة والشعب الكويتي المشتت في بلدان العالم، الكل متفق على عودة الشرعية مهما كان الثمن.
لتعرفوا مكانة الكويت انظروا في كل دول العالم وشعوبه، ماذا قالت النخب الحاكمة والسياسية والفكرية والأحزاب في يوم الحزن الكبير برحيل قائد الإنسانية وما تلى ذلك من مبايعة سمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد (خير خلف لخير سلف) ومبايعة سمو الشيخ مشعل الأحمد وليا للعهد – عضيد الأمير ومعينه في مسؤوليات الحكم ولتبقى هذه السيرة العظيمة شاهدة على المواقف الكبيرة لحكامنا حتى غدت الكويت مؤثرة بمعطياتها وإنجازاتها على جميع الأصعدة وفي القرارات الصعبة وبحضورهم المهيب ولهم على الدوام من الشعب الكويتي الولاء وعلى قدر أهل العزم تأتي المسؤوليات الجسام.
قيادة وطن ليست بالشيء السهل أو المهمة العادية خاصة ان كان الوطن في حجم ادوار دولة الكويت وأمواج السياسة المتلاطمة وطبيعة الجغرافيا.
ما يطمئن أن سمو الأمير وسمو ولي العهد الأمين كلاهما تعلما في مدرسة الحكم الإحساس العالي بالواجب والمسؤولية وكيفية فهم الأحداث وتحليلها ودائما تكون البدايات هي الإرهاصات المبكرة لمناقب العظماء وما ينتظرهم من حياة مليئة بالمواقف والإنجازات.
وعقب البيعة التي تمت أمس الخميس لابد من إعانة حكامنا على حمل الأمانة وألا تبخل عليهم البطانة الصالحة بالنصح والدعاء.
ومضة: بكل الوفاء وكل الولاء يقولها الكويتي (نبايعكم) من أعماق قلوبنا داعين الله عزّ وجلّ ان يوفقكما لرفعة شأن الكويت.
آخر الكلام: في سنة الكورونا ودع الكويتيون في مشهد مهيب قائد الإنسانية وبايعوا رجل السلام صاحب السمو الشيخ نواف الأحمد حاكما لهم وسمو الشيخ مشعل الأحمد وليا للعهد.
زبدة الحچي: نريدها دولة عصرية لا مكان فيها للفاسد والفاسدين ولكن الأفضل أن يعمل كل منا في موقع عمله لبناء كويت المستقبل.
قد يشك الناس فيما تقول ولكنهم سوف يؤمنون بما تفعل، فسنة التغيير مطلوبة وعلينا ألا ننتظر طويلا مادام الإلهام موجودا فلنبادر بالعمل معا من أجل وطن يقرب الأمين ويبعد الفاسد الخائن، لأن الشعب الكويتي يحتقر من سرق من المال العام او باع ضميره، ومعروف في التاريخ ان الهمم الكبيرة تدوخ اصحابها، وأن الضمائر الحية تكلف أجساد أصحابها ما لا تطيق.
أيها الكويتيون لا شيء يجتلب النجاح كالنجاح وأنتم شعب عظيم مجرب في السراء والضراء متقد الحماسة والطموح «وإن التغيير» أعظم الانتصارات.
وآن الأوان أن نطبق رغبة أميرنا العود بالتحضير للعرس الانتخابي مع وجوب التزام الجميع بما يفرضه الدستور والقوانين من واجبات ومسؤوليات لتحقيق رفعة الكويت.
في أمان الله..
