الحب والتقدير من أكثر المشاعر الإنسانية أهمية أحيانا، وتعقيدا أحيانا أخرى، حيث ترتبط بسعادتنا ورضانا، وعلى عكس المفهوم الشائع، بأن يمكننا اعتبارها سلوكا أو مهارة يستطيع الشخص تقويتها وتنميتها والحفاظ عليها من خلال كثرة ممارستها، ولكن يجب التذكر بأن مبادلة المشاعر كـ(الحب، التقدير)، بين الأشخاص هو قرار شخصي فلا يمكن لأحد، أن يقوم ويشعر بذلك الحب والتقدير، رغما عنه، وفي المقابل يجب علينا احترام مشاعره، فلكل فرد شخصية تختلف في تفضيلاتها ونظرتها للأمور، والتأكد من مشاعر الشخص الحقيقية من المهم أن يكون الشخص واضحا تجاه مشاعره، وأن يعبر عنها للأطراف الأخرى بصراحة، وإذا كانت هناك بعض التصرفات الصادرة من الشخص المقابل والتي تحمل معاني عدم الحب والتقدير، ينصح بالنظر لتلك التصرفات بطريقة موضوعية، وبعيدة جدا عن المشاعر، أو اللجوء الى طرف ثالث إن أمكن ليحكم على تلك المواقف من وجهة نظر حيادية، وحول طريقة التعامل، والمواقف الحاصلة بين الأطراف لفهم أفعال كل طرف منهم، والاستفسار بوضوح عنها، وما الطريقة الأمثل للتأكد منها، على الرغم من كونها خطوة تحتاج الى الشجاعة نوعا ما.
ففي حال تبين أن الطرف الآخر لا يريد مبادلة المشاعر بأي طريقة ما، علينا تفهم قراره واحترام رأيه وعدم الضغط عليه، والتعامل معه بنصح وبإعادة النظر في تلك الأسباب وتحليلها.
والتعامل بكرم معه، يمكن أن يغير وجهة نظره حول الآخرين، وصنع الذكريات الجميلة التي لا تنسى وتتعلق بهم، كما يمكن أن يكون الكرم بالعبارات الجميلة أيضا، وأسلوب الحديث معهم، فعندما يقوم الشخص بذكر محاسن وميزات الأشخاص الذين يحبهم أمام الآخرين، فذلك يترك أثرا كبيرا ومميزا في قلوبهم قبل نفوسهم، ويجعلهم يفكرون في مبادلة الحب والتقدير مع بعضهم بعضا.
ومثلما أثبتت بعض الدراسات، أن الكثير من الأشخاص يحبون إظهار الاهتمام والحب ببعضهم بعضا والقيام بتقديرهم.
فكم جميل هو ذلك الحب والتقدير حين يتخلله الاحترام والتبجيل، وألا يكون حديث الشخص متمركزا فقط حول نفسه، بل يقوم بإشراك الأطراف المقابلة في الحديث وإعطائهم حقهم للتعبير عن رأيهم، وعدم تغيير موضوع الحديث بشكل سريع، وذلك ليتمكن كل شخص منهم بالتعبير بالشكل الصحيح عن نفسه، زائد إبداء ردود الأفعال التي تدل على الاهتمام بحديثهم والاستماع لهم لتشجيعهم.
كما ينصح بتقدير أصغر الأشياء التي يقولها الشخص المتحدث، وتقبله كما هو، فذلك بحد ذاته يزيد فرصة التقبل والحب والتقدير من قبل الآخرين أيضا.
كما أن هناك دراسة نفسية من جامعة هارفارد أثبتت أن المتحابين الذين يقومون بالحفاظ على حبهم وتقديرهم واحترامهم لبعضهم، هم اكثر الأشخاص الذين يحافظون على تواصلهم البصري أثناء الحديث لبعضهم بعضا بنسبة 75%، والمحافظون على ابتسامتهم المشرقة، التي تظهر للشخص بطريقة جذابة أكثر، ما تشجعه على البقاء اكثر، وتغمره إحساسا مختلفا وجميلا، تجعله يشعر بأن الشخص الذي أمامه هو شخص يستحق الثقة والتقدير، والأخذ والعطاء معه، ويمكن الاعتماد عليه.
كما تجعل الطرف الآخر يفكر بمبادلة المشاعر معه، للدخول في علاقة طويلة الأمد، علاقة بعيدة عن الاستعجال، علاقة مليئة بالمشاعر والانفتاح والتركيز على تنمية الذات.
