كان المغفور له بإذن الله الشيخ صباح الأحمد، ذا نظرة استشرافية للقضية الفلسطينية تتحقق كل يوم ويرى طمع المحتل يتحقق بتدرج مخيف، يُطرد الفلسطينيون وتُستباح أملاكهم ومزارعهم على مرأى كل دول العالم دون تحريك ساكن، إلى أن تمكنوا من إعلان القدس عاصمة لهم، وهذا الأمر لم يثر شعور كثير من المسلمين حيث ماتت قلوبهم وانشلت عقولهم وأصبحوا كما قال المثل (مع الخيل يا شقرا).
«أبو الديبلوماسية» رحمه الله وكأنه يرى هذه الوقائع تتحقق وقف وقفة الفارس المقدام أمام العالم ورفض التطبيع بقوة الشجاع لأنه يرى من خلال خبرته أن التطبيع ذل وهوان وخضوع لعدو جبان، تمسك بهذا القرار الذي أيده غالب أهل الكويت، فأصبح العالم يقول كيف هذا البلد الصغير يتحدى خارطة الطريق العالمية.
لنستدرك نشأة إسرائيل وما هي عنا ببعيد فقد اجتمعوا في بداية القرن العشرين في فلسطين، عاشوا بذل وهوان وتمكنوا حتى اصبحوا أصحاب حق واحتلوا جزءا كبيرا من فلسطين عام 1948 ثم الضفة الغربية عام 1967 حتى اعلنوا إن القدس عاصمة لهم.
تدعمهم قوى وانظمة، ونحن ينصرنا الله القوي العزيز، تحيط بهم دول الإسلام والعرب وهم يقتطعون قلبها لا يحرك ذلك من ضميرها ساكنا حتى أصبحت إسرائيل ذات شأن.
كيف نرضى التطبيع ونحني رؤسنا ونحن الأعلون؟ كيف تحكمنا القلة ونحن غثاء كغثاء السيل… والله إنه لعار عظيم.
هذه النظرة الاستشرافية التي رآها سمو الأمير الراحل الشيح صباح الأحمد، طيب الله ثراه، تدل على حكمة بالغة وقلب صدوق وإحساس المسلم الحق في حقوقه والدفاع عن إخوانه وممتلكاته.
إن التمسك بمثل هذه المبادئ هو منبع العز والقوة حتى يرى العدو ذلك الإصرار والهيبة التي توقفه عند حده، رحم الله صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد، وجعل ذلك في ميزان عمله، وأعان خلفه صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد، حفظه الله، في إكمال المسيرة وتحمّل المسؤولية.
