الرجال في الزمن الكوروني! – بقلم : يوسف عبدالرحمن
y.abdul@alanba.com.kw
سطوري اليوم للرجال بعيداً عن (تاء المؤنث) يا أبو شوارب!
ولأننا نعيش في زمن تصدّر المرأة، أكتب للذكور!
في زمن الكورونا 1442هـ الموافق 2020م تسيَّدت النساء المشهد في الصف الأول في قطاع المتطوعين، وحتى في العسكر والجند، وفي كل المناصب من سفيرة إلى وزيرة وقاضية!
اليوم أكتب حقيقة واقعة في البيت الكويتي، وهو غياب دور الرجل وبروز دور الزوجة والأم لوجود (دور مغيب) من الرجل وانظر في المولات ماذا تجد؟
ادخل المطاعم والمقاهي ستجد النسوة وأطفالهن دون رجال، واحتمال أن يتكرر المشهد في حال فتح المجالات للسفر!
يقول أحمد شوقي:
وكن في الطريق عفيف الخطى
شريف السماع كريم النظر
وكن رجلا إن أتوا بعده
يقولون: مرّ وهذا الأثر
نظرة سريعة على الأسرة الكويتية تجد المرأة تقوم بكل الأعمال بلا مبالغة ودور الرجل مغيَّب تماما!
من المسؤول في الزمن الكوروني أن يتحول كثير من الرجال إلى أرقام مهمشة وتحولت (القوامة) من الرجل إلى المرأة، وقد رأيت حالات كثيرة المرأة تعيش على هامش حياة الرجل وبعضهن هي التي تصرف!
علمنا شرعا أن الرجل مكلّف بالصرف على زوجته وعياله، وإن هي صرفت من طيب خاطر (لا يمنع أبدا) وأرى العيب كله في رجل يأخذ راتب زوجته، والأدهى والأمر أن البعض يأخذ من زوجته (الكارت البنكي) وهو الآمر الناهي.. وكما يقولون: يا حيف على أمثال هؤلاء من الرجال!
لقد أوصى الإسلام الزوج خيرا بزوجته ليحمي الزوجة مصداقا لقوله تعالى: (الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم) سورة النساء 34.
اليوم في الزمن الكوروني تحولت كثير من الزوجات إلى أن تكون هي (المعيل)، قال الشاعر:
وإذا أصيب القوم في أخلاقهم
فأقم عليهم مأتماً وعويلاً
في زمن كورونا وإن غاب في بعض الأماكن دور الرجل، إلا أن ديننا يعلمنا أن (الدين المعاملة)، وهنا اليوم أكـــثر من صنف في هذه الحــياة، هــناك من لبسه لا يعطيك الانطباع المريح، وأيضا هناك من «ينحطون» على الرأس والعين قولا ولباسا وأخلاقهم حسنة.
هناك نساء ضُربن في سنة الكورونا، والدليل ما يُنشر في الميديا والإعلام والجرائد والمجلات والمسموع والمرئي والمقروء.
في الزمن الكوروني لاحظت أن المرأة الكويتية تأتي مع عيالها وخدمها إلى الساحل كي يسبحون وتتمشى بينما الأسر الوافدة يحضرون أسرا مجتمعة مع بعض، وقد رأيت رجالا من أهل الكويت وزوجاتهم من مختلف الجنسيات يمارسون الرياضة وفرش السفرة على البحر والأكل والسباحة!
٭ ومضة: العنف في الزمن الكوروني الذي نعيشه مقدار السخرية على مستوى الرجال الذين مارسوا العنف ضد المرأة ويكشف كيف تأثر هؤلاء الرجال بالضيق والقلق والعصبية التي ظهرت في سنة الكورونا، خاصة من الرجال وعلاقتهم بأي أنثى يرتبطون بها زوجة، أختا… إلخ!
وقفة تقدير واعتزاز لكل امرأة حافظت على إيقاع الحياة العاطفية وتفهمت مطالب هذا (الرجل) المتعجرف الفظّ الغليظ!
لقد صاحب سنة الكورونا (توتر وقلق) فحوّل كثيرا من الأحوال الهادئة إلى ترقب وعنف وشدة وحزن وحال مقلوب!
٭ آخر الكلام: لقد خص الله عز وجل كثيرا من الرجال بصدق العاطفة ورقة الإحساس وجرأة التعبير وقوة البلاغة دون النساء، فالمرأة يحكمها قلب عاطفي (موديها في داهية) والرجل يحكمه العقل ومصالحه إن كان أنانيا وحقودا وجاحدا!
٭ زبدة الحچي: عزيزي الرجل يا آدم يا بني آدم يا بو شوارب (انزل من برجك) كل الإناث تتشابه ولن تكون قواما في سلوكك إلا إذا كنت تخاف من الله عز وجل وعقابه، وإن كنت (مزعل) هذه الأنثى فلا تتمادى وتوقف واترك الغرور وانزل كما يقولون من برجك وانتبه لبيتك. وأنت أيتها الأنثى إن جاء نادما ومعتذرا فلا تكوني (نسره)!
والكلام لك يا أم النكد!
وصية الحكماء كثيرة يقول العم سلطان الحثلين – أبو راكان – علينا أن نتبع رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم القائل: (أفضل الصدقة: إصلاح ذات البين).
وأوضح صلى الله عليه وسلم أن إصلاح البين من عمل الأشراف، أي السادة الأكابر الأتقياء مفاتيح الخير ومغاليق الشر.
فلنكن مثلهم نفز، ونُجمع ولا نُفرِّق ونُشيع المحبة، وأنا أضم صوتي للعم «أبو راكان»، فالأجر العظيم دائما في الإصلاح.
«كورونا» سنة صعبة أنست الرجل الرومانسية، فحرصنا اليوم على تذكيره بهذه الرومانسية المنسية!
في أمان الله..