العاشر من أكتوبر عام ١٩٢٠ م إندلعت معركة الجهراء ، ويصادف هذا العام مرور مئة عام على حدوثها.
يعي الكويتيون هذه المعركة جيداً عبر الروايات الشفاهية وكذلك الكتب التي تناولتها إضافة إلى المشرع الكويتي الذي أولى سنة إندلاعها أهمية خاصة من خلال قانون الجنسية الكويتي الصادر في ديسمبر عام ١٩٥٩م.
أحداث كثيرة صاحبت هذه المعركة الخالدة تجعلنا نفخر بها ككويتيين منها الاستعداد ببناء سور الكويت الثالث قبل حدوثها ، وصمود الشعب داخل القصر الأحمر مع قيادته حتى انفرجت الأزمة بملحمة وطنية رائعة.
المعركة كانت بين الكويتيين من جهة وحركة إخوان من طاع الله من جهة أخرى.
اتهمت الحركة الكويت بتهم باطلة وهاجمت الجهراء بشكل مفاجئ ومباغت ، لاننسى هنا سقوط أول شهيدة كويتية دليلة بنت مجلاد الطوالة التي كانت مع والدها في القطين فاخترقت رصاصات الاخوان جسدهما دون سابق إنذار.
حوصر الكويتيون داخل القصر الأحمر حتى كسر فارسان الحصار خلد التاريخ إسمهما بفخر واعتزاز هما الفارس مرشد بن كليب الطوالة الشمري ومرزوق بن متعب الرشيد الشمري اللذان اخترقا حصار القصر لإعانة الصامدين بداخله وتمكنا من إجتياز وابل النيران التي أطلقت باتجاههما وهي شجاعة قلما تتكرر.
من جانب آخر سطر الدياحين من قبيلة مطير ملحمة بطولية نادرة حفظها لنا التراث الشعري في البيت الذي جاء فيه :- ياجرحٍ وسط كبد لجابها على بني عمي وعلى رفاقتي سبعين والخمسة إتكمل إحسابها .
وهذه الجزئية تستحق تسليط الضوء عليها بكثافة للباحثين ولمن يرغبون في تسليط الضوء على المعركة وعلى تفاصيل جيش الإخوان إذ يقع عليهم واجب ذكر العدد الكبير من الدياحين الذين استشهدوا مع باقي مكونات المجتمع الكويتي دفاعاً عن بلدهم.
أسماء كثيرة لمعت في تلك المعركة ذكرتها لنا الروايات والكتب التي تطرق للمعركة قد لا يسعفنا المقال إلى ذكرها جميعها.
انتهت المعركة بانسحاب الإخوان الذين لم يكتفوا بمواصلة غاراتهم على الكويت فيما بعد ككون الصليبيخات ومعركة الرقعي ، وحسناً فعلوا أهل الجهراء بإقامة سور الجهراء لحمايتها من الغارات والغزوات وذلك بعد مرور شهر على المعركة أي في نوفمبر .
اليوم تمر الذكرى المئوية للمعركة والتي طالما كنت منادياً بإقامة احتفالية خاصة بها ولكن يبدو أن ظروف الجائحة فرضت نفسها.
حفظ الله الكويت وشعبها من كل مكروه.
المؤرخ خالد طعمة
