ناصر صباح الأحمد افتتح 500 بيت في مدينة أمير الإنسانية للاجئين السوريين: الكويت برهنت للعالم دورها البارز في تخفيف وطأة «كورونا» على بعض الدول
ثمن الشيخ صباح ناصر صباح الأحمد العمل الإنساني والخيري النبيل الذي يخلد الذكرى الطيبة لسمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد – طيب الله ثراه وتغمده بواسع رحمته ومغفرته ورضوانه وأسكنه فسيح جناته من جهود إنسانية جبارة تضطلع بها المؤسسات الخيرية والوقفية الكويتية الرسمية والأهلية وفي مقدمتها الهيئة الخيرية الاسلامية العالمية في تخفيف معاناة الشعوب المنكوبة والمجتمعات الفقيرة، ومساعدتها على تجاوز أزمتها الإنسانية، خاصة الشعب السوري الذي يتعرض الى أسوأ كارثة إنسانية.
جاء ذلك في حفل افتتاح مدينة الشيخ صباح الأحمد الخيرية للاجئين السوريين في مدينة إدلب على الهواء مباشرة من مقر الهيئة الخيرية والذي أقيم برعاية الشيخ ناصر صباح الأحمد وبحضور نجله الشيخ صباح ناصر الأحمد.
وقال الشيخ صباح ناصر صباح الأحمد في كلمة راعي الحفل: لقد درج أهل الكويت – حكاما ومحكومين – منذ القدم على حب الخير والعطاء ومد يد العون لأصحاب الحاجة رغم شظف الحياة، حيث عظموا قيم التكافل والتراحم والبذل، وكانوا أهل فزعة ونجدة لمن انقطعت بهم السبل وواجهتهم الصعاب أثناء مرور سفنهم بالبلاد.
وأكد أن الشعب الكويتي بمعدنه الأصيل يواصل عطاءه الخيري بكل سخاء وإقدام في ظل النعم التي حباه الله بها من دون تمييز أو أجندات سياسية، اللهم إلا من منطلق الواجب الإنساني والأخلاقي وتعاليم ديننا الإسلامي الحنيف، وفي ذلك دليل دامغ وبرهان ساطع على تجذر حب الخير وقيمه الإسلامية السامية في نفوس أهل الكويت في أوقات الشدة والرخاء على السواء.
وأضاف: وعلى هذا النهج، واصل أبناء الكويت مسيرة الآباء والأجداد مقتفين أثرهم، ومقبلين بشغف على العمل الخيري، بعد أن أسسوا العديد من الهيئات والجمعيات الخيرية الرسمية والأهلية التي وصلت بمشاريعها الى شتى أنحاء العالم.
وتأتي هذه المبادرة الإنسانية الحضارية التي نحن بصددها الآن لتختصر في مضمونها التوجه الإنساني لدولة الكويت وقيادتها العظيمة وشعبها المعطاء، وإيمانها الراسخ بأهمية الوقوف الى جانب الأشقاء والأصدقاء في المحن والشدائد والأزمات.
وقال إن سمو الأمير الراحل – طيب الله ثراه – كما شهدت له المحافل والحكومات والمنظمات الدولية وعلى رأسها الأمم المتحدة كان قائدا إنسانيا فريدا، حيث شهد العمل الخيري في عهده تطورا نوعيا وانتشارا واسعا، واتسمت تجربة الكويت الانسانية بالفرادة والريادة.
واستضافت هذه البلاد الطيبة العديد من المؤتمرات الدولية للدول المانحة لدعم الوضع الانساني في سورية والعراق والسودان، وقدمت المساعدات السخية لضحايا الكوارث والنزاعات في اليمن والصومال وباكستان وغيرها، حتى أصبحت الكويت في ظل قيادته الإنسانية الرشيدة واحدة من أهم الدول المانحة في العالم، ورسخت حكومة الكويت ومؤسساتها الخيرية المانحة منذ عقود روح التضامن الدولي مع الشعوب المنكوبة والمجتمعات الفقيرة عبر اطلاق العديد من المبادرات الإنسانية التنموية والإغاثية المتنوعة، مؤكدة وجهها الإنساني المشرف.
مشيرا الى ان الدور الانساني الرائد لسموه ـ طيب الله ثراه ـ رفع قدر دولة الكويت بين حكومات العالم وشعوبه، وبادرت منظمة الأمم المتحدة الى تتويج سموه قائدا للعمل الإنساني تقديرا لدورة الانساني الكبير، وتسمية الكويت مركزا انسانيا عالميا، وقد جاء هذا الحدث التاريخي ليقدم شهادة أممية على إنسانية دولة الكويت وانحياز أميرها الراحل إلى الفقراء والمستضعين.
ولقد تابعنا جميعا تداعيات جائحة «كورونا» التي تعصف بدول العالم حاليا، وفي ظل هذه الأزمة برهنت الكويت ومؤسساتها الخيرية الرسمية والأهلية مجددا على دورها الإنساني البارز في تخفيف وطأة هذه الجائحة على بعض دول العالم من خلال دعم جهودها وتعزيز قدرتها في مواجهة آثار الوباء.
انني على ثقة ويقين بأن صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد وسمو ولي عهده الأمين الشيخ مشعل الأحمد ـ حفظهما الله ـ سيمضيان بتوفيق الله على خطى سمو الأمير الراحل لتعزيز مسيرة العمل الخيري الكويتي بوصفه القوة الناعمة للبلاد وذراع سياستها الخارجية في المجال الانساني، وتعظيم جهود مؤسساتنا الخيرية المباركة في مجال دعم قيم الاستقرار والسلام والتنمية، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
من جهته، قال رئيس الهيئة الخيرية الاسلامية العالمية المستشار بالديوان الاميري المستشار الخاص للأمين العام للأمم المتحدة د.عبدالله المعتوق: يسرني ويشرفني باسم الهيئة الخيرية الاسلامية العالمية ان ارحب بحضراتكم جميعا في افتتاح المرحلة الثانية من مدينة صباح الأحمد الخيرية لإيواء النازحين السوريين وذلك بعد ايام قليلة من افتتاح مشروع تنموي نوعي متكامل الخدمات لرعاية الايتام في جمهورية باكستان بدعم أهل الخير في كويت الخير والعطاء.
وفي مستهل كلمتي أود أن أؤكد أننا برحيل سمو الشيخ صباح الأحمد ـ طيب الله ثراه ـ فقدنا قائدا انسانيا فذا، وأحد رعاة قيم الخير والسلام والديبلوماسية والحوار والتعايش، كرس حياته لخدمة وطنه وأمتيه العربية والإسلامية والإنسانية جمعاء، وسطر بحروف من نور مسيرة تاريخية حافلة بالانجازات الرائدة.
مضيفا: ولما كانت الازمة السورية واحدة من اسوأ الكوارث الانسانية في التاريخ الحديث بالنظر الى حجم ضحاياها من الأرواح والمهجرين، فقد اولتها الكويت أهمية خاصة، وبرز دورها في إغاثة منكوبيها منذ اندلاع احداثها في 2011، وتوجت مواقفها باستضافة ثلاثة مؤتمرات دولية للمانحين لدعم الوضع الإنساني في تلك البلاد المنكوبة، وشاركت في رئاسة ورعاية مؤتمر رابع للغرض نفسه.
فضلا عن توجيه سمو الأمير الراحل للهيئة الخيرية لتنظيم 4 مؤتمرات للمنظمات غير الحكومية للغاية نفسها، والتي بلغ حصادها مليارا و300 مليون دولار.
كما تبرع سموه ـ رحمه الله ـ بإنشاء قرية للاجئين السوريين في مخيم الزعتري بقيمة 5 ملايين دولار، وهذا غيض من فيض عطائه.
نظرا لطول أمد الأزمة التي دخلت عامها العاشر، وما شهدته سورية من حركة نزوح ولجوء مخيفة تعد الاكبر منذ الحرب العالمية الثانية، مازالت الكويت ومؤسساتها الخيرية تتحمل مسؤولياتها الانسانية إزاء هذه الأزمة، حيث شكل تحدي الإيواء حاجة أساسية في حياة النازحين وضرورة ملحة لحفظ كرامتهم وصون خصوصياتهم.
وزاد: ومع تفاقم معاناة النازحين السوريين في منطقة الشمال السوري اتجهت الهيئة الخيرية الى انشاء البيوت الاقتصادية للحد من معاناتهم المعيشية ومشكلاتهم الاجتماعية وعذابات التشرد وتأمين بيوت من الطابوق والاسمنت، تضمن للعائلات المهجرة حياة كريمة وآمنة، فدشنت 600 بيت في اغسطس 2019 لايواء الأسر المهجرة والأشد حاجة من ريف حماة، وكانت تجربة ناجحة ومشجعة، حيث يتألف البيت الواحد من غرفتين وحمام وفسحة سماوية بتكلفة 333 دينارا.
وفي 22 أبريل الماضي افتتحت الهيئة الخيرية المرحلة الأولى من مدينة صباح الاحمد وقوامها 426 بيتا، من بينها 300 بيت بتبرع كريم من سمو الأمير الراحل ـ طيب الله ثراه، وكان هذا التبرع فاتحة خير وبركة على هذا المشروع.
وها نحن اليوم نفتتح المرحلة الثانية من مدينة صباح الأحمد الخيرية، وعدد بيوتها 500 بيت، وستتوالى بإذن الله بقيمة المراحل التي تضم 874 بيتا خلال الفترة المقبلة، وبذلك يصل عدد بيوت المدينة إلى 1800 بيت.
والى جانب ذلك، تشتمل المدينة على مسجدين ومركزين لتحفيظ القرآن الكريم، وثلاث مدارس ابتدائية ومتوسطة وثانوية ومستوصف طبي وبئر ارتوازية وسوق تجاري ومخبز آلي.
ويأتي تدشين هذه المرافق في اطار توجهنا الاستراتيجي التنموي الذي يركز على بناء الإنسان والمشاريع ذات الأثر طويل الأمد، حيث تتيح هذه المدينة السكنية 1000 فرصة عمل لأهل المخيمات، مما يسهم في تنشيط الاقتصاد المحلي.
فضلا عن ادخال اسلوب حديث ومتطور في عالم البناء الى الداخل السوري، وتشييد سكن عمره الافتراضي 10 سنوات عوضا عن المخيمات العشوائية التي لا تصمد امام تقلبات المناخ.