خالد طعمة يكتب القول الأمثل في سور الكويت الأول
القول الأمثل في سور الكويت الأول
تأسست الكويت بزعامة الشيخ “صباح الأول” ، الذي قام بإرساء دعائمها بالتعاون مع أهل الكويت المؤسسين الذين عملوا بكل جد وعزيمة على بناء مدينتهم و التي تم تمصيرها في القرن السابع عشر الميلادي عام 1613م بعد أن قدم إليها جد أسرة الصباح وفقاً لما قاله الشيخ مبارك الكبير في رسالته التي جاء فيها : ” الكويت أرض قفراء نزلها جدنا صباح عام 1022ه ” ، وهذه السنة يقابلها في التقويم الميلادي سنة 1613م .
وبعد أن نمت الكويت وعظم شأنها وصارت سيرتها متداولة بين التجمعات المحيطة بها تعرضت إلى عدد من الغارات والغزوات التي شكلت خطراً على قاطنيها، فبرزت الحاجة إلى بناء سور يحميها من تلك الأخطار.
و للولوج في موضوعنا ينبغي علينا الوقوف عند حال مدينة الكويت في بداياتها، وهو ما وضحه لنا ” مرتضى بن علوان ” في رحلته إلى الحج عام 1709م عندما قال : ” دخلنا بلداً يقال لها الكويت بالتصغير بلد لا بأس بها تشابه الحسا إلا أنها دونها ولكن بعمارتها وأبراجها تشابهها … و من الكويت إلى البصرة أربعة أيام وفي المركب يوماً واحداً لأن مينت البحر على كتف الكويت و أما الفاكهة و البطيخ وغير ذلك من اللوازم يأتي من البصرة في كل يوم في المركب ” .
من خلال عرض ما شاهده بن علوان و دونه لنا يتضح أنه تطرق إلى عمارة الكويت و أبراجها ، ولكنه لم يذكر إذا كانت المدينة مسورةً أم لا .
خلال فترة حكم الشيخ “صباح الأول” كتب “تيدو فردريك فان كنبهاوزن” تقريره عام 1756م ، ونقل عنه “كارستن نيبور” عام 1765م لأنه لم يزر الكويت وفق ما نقل لنا ، وقال : ” إذا ما وجه هذا الشيخ جيشه إلى الكويت لاخضاعها ، هجرها أهلها إلى جزيرة فيلكا الصغيرة حاملين معهم امتعتهم” و ذكر ذلك أيضاً د/حسن الإبراهيم : ” حين يتقدم شيخ الاحساء بجيشه يتراجع سكان غرين بممتلكاتهم الى جزيرة فيلكا الصغيرة” وفي هذا الحديث دلالة على أن الأهالي عندما يتعرضون للعدوان فإنهم يتركون المدينة و يتوجهون إلى جزيرة فيلكا كنوع من أنواع الخطط الدفاعية ، و هذا إن دل فإنما يدل على أن السور لم يكن قد شيد في تلك الفترة ، حيث لو كان قائماً لما اضطروا إلى اتخاذ هذا النهج الدفاعي ، وقد يرجع السبب في عدم تمكنهم من إقامة السور في تلك الفترة إلى قلة عددهم وضعف إمكانيتهم.
و يعتقد أن تلك الفترة هي الفترة التي سبقت الاتفاقية التي أبرمت بين الطرفين والتي شرح تفاصيلها المؤرخ حسين خزعل عندما قال : ” لما شعر أمير الحسا ( محمد بن غرير) بما قام به الشيخ صباح في الكويت تحقق لديه ان اخضاعها بالقوة لطاعته اصبح من الامور المتعسرة فصار يسعى لذلك بالحسنى فطلب من الشيخ صباح ان يرسل اليه احد الكويتيين ليتفاوض معه فأرسل الشيخ صباح ولده عبدالله لغرض التفاوض فاتفقوا على الامور الآتية ( اعتراف امير الحسا باستقلال الشيخ صباح في حكم الكويت وتعقد بينهم معاهدة حسن جوار وان لا تنضم الكويت غلى خصوم امير الحسا وان تنفذ جميع اوامره و اوامر من سيخلفه في حكم الحساء التي يصدرونها في شأن القبائل العربية المنتشرة بين القطرين على الاصول المتعارف بين القبائل ) فأقر الشيخ صباح جميع هذه الشروط ”
ونشير هنا إلى أن علاقة أعضاء حلف العتوب بأمراء الإحساء كانت علاقة طيبة ، فقد أثبتت المراجع المختلفة عمق العلاقة الطيبة فيما بينهم قبل بداية حكمهم ، عندما شارك آل خليفة في فتح القطيف عام 1671م ، إلا أن نص نيبور يشير إلى توترها عند بداية تأسيس الكويت ، ولكنها استقرت فيما بعد بعقد الاتفاقية التي ذكرناها قبل قليل بالاستناد إلى المؤرخ حسين خزعل.
بحثت فيما كتب عن الكويت في القرن الثامن عشر الميلادي لأجد نصاً تطرق إلى سور الكويت وهو خطاب من وكالة البصرة إلى لندن كتب في نوفمبر عام 1777م من قبل “آدم شريف” أثناء استكشاف السفينة البريطانية ” إيقل” عن مدى سعة ميناء الكويت ، وقد نشر في سجلات مكتب الهند و ذكره لنا باللغة العربية د/ أحمد مصطفى أبو حاكمة في كتاب تاريخ الكويت الصادر عن لجنة تاريخ الكويت ، وفصل في محتواه سلوت في كتابه نشأة الكويت، و قد بين لنا أيضاً أن للتقرير نسخة أخرى معاصرة أعدها ربان السفينة المذكورة ” آدم شريف” جاء فيها حول ذكر السور : ” مدينة القرين كبيرة و محصنة بسور من الطوب يحميها من البنادق والبلد حوله صحراء ” .
إن ما ذكره شريف في تقريره حول جزئية السور تعد مسألة في غاية الأهمية ، لما بها من تفاصيل عن حالة السور، وهو أنه مبني من الطوب ، حيث سيتعارض هذا الأمر مع بعض المصادر الأخرى التي سوف نأتي إليها بعد قليل.
اختلف المؤرخون حول تقدير السنة أو الفترة التي بني فيها السور ، فقد ذكر المؤرخ يوسف بن عيسى أن بناء السور قد تم في عهد الشيخ عبدالله الصباح حاكم الكويت الثاني والمُلقب بـ “عبدالله الأول” و اتفق معه المؤرخ راشد الفرحان واختلف آخرون عن رأيهم.
لقد بذل مؤرخو الكويت الأوائل جهداً كبيراً في سبيل توثيق تاريخ الكويت بمختلف جوانبه المهمة ، الأمر الذي جعل بعض المؤرخين اللاحقين يتحرج من الخوض في بعض الجزئيات التي ذكروها لنا في كتاباتهم ، وذلك تقديراً منهم لجهود أولئك الأوائل ، و هو توجه حميد ورفيع ينم عن طيب أخلاقهم وتقديرهم لتلك الجهود القيمة ، ولكن مع مرور الزمن نكتشف أن بعض تلك الجزئيات تحتاج إلى مزيد من التوضيح والتفصيل ، نظراً لظهور أدلة جديدة كتقرير شريف الذي كتب في نوفمبر 1777م ونشر في إصدار لجنة تاريخ الكويت عام 1967م ، أي بعد صدور الكتب الأولى الخاصة بتاريخ الكويت ، والهدف من تناولنا هذه الجزئيات بالشرح والتفصيل هو تثبيت تواريخها ، وليس الهدف أبداً الانتقاص من تلك الجهود القيمة التي لم تصل إلينا بسهولة بل بعد كفاح وجهد كبير استغرق من المؤرخين الأوائل سنوات من البحث والتثبت ، لذلك كان من الضروري أن نحدد السنة التي بني فيها سور الكويت ، حتى لا يكون هناك تضارب بين معلومة و أخرى ، فعلى سبيل المثال نجد إن تقرير شريف ينسف أي رأي يقول بأن السور قد بني بعد عام 1777م و لكنه بالطبع لا ينسف من قال ببنائه قبل هذا العام ، إلا إن وجد ما يتعارض معه.
عندما تناولنا تقرير نيبور أثبتنا أن السلوك الدفاعي الذي قام به الكويتيون كان دلالة على أن السور لم يكن موجوداً في تلك الفترة ، و إذا علمنا أن هذا التقرير نقل عن كنبهاوزن الذي كتبه عام 1756م ، فيتضح لنا ويتأكد عندنا أن السور لم يكن له وجود في ذلك التاريخ و لا قبل هذا التاريخ ، و بالتالي ندرك أن السور المذكور في تقرير شريف قد تم بناؤه في الفترة الواقعة بين عام 1756م و 1777م .
قدر المؤرخ أحمد أبوحاكمة أن السور بني عام 1760م ، وذهب أبوحاكمة إلى تقدير سنة بناء السور وقال : ” بناء سور الكويت على وجه التقريب بحوالي عام 1760م ، أي بعد نحو ثمانية أعوام من وفاة سليمان ابن محمد آل حميد، حاكم بني خالد ، وعندما بدا للعيان أن نفوذ تلك القبيلة على شرقي الجزيرة قد بدأ يتزعزع ” و لا بد لنا هنا من أن نبين أن أبو حاكمة ذكر العام الذي بني فيه السور على وجه التقريب ، وليس على سبيل اليقين ، مسترشداً بحادثة وفاة سليمان آل حميد ، و معللاً رأيه بأن حكم بني خالد على منطقة شرقي الجزيرة بدأ يتزعزع ، وهذا التعليل مردود عليه بأن حكم بني خالد لم يتداعى أو ينته ، بل حكم من بعده مباشرة ًعريعر بن دجين بن سعدون آل حميد عام 1752م و عندما توفى عريعر حكم بعده ابنه بطين ، الأمر الذي يثبت أن الحكم لم ينته أو يتداع بل استمر مدة طويلة ، و نشير إلى أن ربط أبو حاكمة خضوع الكويت لبني خالد كان ربطاً غير دقيق ، حيث إن قدوم آل الصباح ومن معهم من حلف العتوب كان في عام 1613م وفق رسالة الشيخ مبارك الكبير أي قبل قيام إمارة آل حميد من بني خالد والتي أسسها براك بن غرير عام 1671م ، وبالتالي فإن ربطه يتعارض مع المصدر الذي أشرنا إليه. بل أن العتوب ساهموا مع آل حميد في فتح القطيف، بدليل وقف خليفة بن محمد آل خليفة وهو من نخيل القطيف والذي أعطي من قبل آل حميد إلى آل خليفة من العتوب عام 1670م مكافأة لهم على مشاركتهم في فتح القطيف، وهو من أوقاف مسجد الخليفة الموجود حتى اليوم في الكويت ملاصقاً لمسجد الدولة الكبير ، وقد تحدثنا كثيراً عنه في كتبنا السابقة .
ومن الدلائل التي تؤكد إستقلالية الكويت عن حكم آل حميد أن أمير الإحساء محمد بن غرير آل حميد اعترف باستقلال الشيخ صباح الأول بحكم الكويت، وعقدت بينهم معاهدة حسن الجوار والتي نصت على أن لا تنضم الكويت إلى خصوم آل حميد من بني خالد وأن تبقى ساريةً بين الكويت وبين حكام الإحساء اللاحقين .
كل ما سبق من هذه الأدلة يدفعنا إلى عدم الاعتماد على رأي أبو حاكمة ، وإضافة إلى ما ذكرنا فإن ما ينسف حكاية استئذان العتوب وخضوع الكويت لحكم آل حميد التي رددها كثيرون ، هو تقرير نيبور الذي ذكرناه سالفاً ، وكيف شرح آلية انتقالهم إلى جزيرة فيلكا عند تحركه إليهم ، الأمر الذي ينفي خضوعهم لحكمه.
وقد وقفت على قول لـ د/ أحمد حسن إبراهيم مفاده أن سجلات شركة الهند الشرقية أشارت إلى أن سور المدينة تم إنشاؤه عام 1770م تقريباً ، و وضع لنا إشارة مرجعية تبين استناده إلى د/حسن علي الإبراهيم في كتابه “الكويت دراسة سياسية ” في الصفحة رقم 16 ، وعندما تتبعت الكتاب المذكور لم أجد في الصفحة المذكورة أية إشارة أو ذكر للسور ! بل كانت هذه الصفحة المشار إليها جزءاً من مقدمة الكتاب ، وعندما قرأت الكتاب وتمعنت فيما ذكر عن الكويت في القرن الثامن عشر الميلادي لم أجد أيضاً أي ذكر للسور! و قد تعجبت من نشر كتاب د/ أحمد حسن إبراهيم لخريطة الأسوار، والذي ذكر فيه أن السور الأول تم إنشاؤه في عام 1770م ، وذكر أن ذلك بتصرف عن بلدية الكويت بكتاب التطور والعمران في الكويت ، وعند مراجعتي لهذا المصدر ومطالعتي للصفحة التي ذكرها وهي رقم 15 ، وجدت أن البلدية اعتمدت رأي أبوحاكمة الذي قال فيه أن السور قد بني في عام 1760م ومع الأسف وجدت كتباً أخرى كثيرة قد أخذت ما ذكر من هذا الكتاب الذي بنى معلوماته على أساس غير صحيح .
يتضح لنا من خضم ما سبق أن سور الكويت كان موجوداً قبل عام 1777م ، أو بني في العام نفسه ، ولكن لا يوجد لدينا دليل يثبت لنا الوقت الذي تم فيه البناء ، ولا في عهد أي الحكام تم ، فإن سلمنا بأنه بني في عام 1777م فسيكون في عهد الشيخ عبدالله الأول ، أما إن قلنا بأن البناء قد تم قبل ذلك ، فسيكون قد بني في عهد الشيخ صباح الأول لأن وفاته كانت في عام 1776م وهذا السور المذكور في تقرير شريف قد يكون السور البدائي الذي ذكره المؤرخ عبدالله الحاتم وبين أنه بني في بداية قيام الكويت ، وكان بناؤه بسيطاً لا يرقى إلى تسميته سوراً ، نظراً لقيام الأهالي بسد منافذ بلدتهم بالطين لتلاصق بيوتهم و قلة مسالكها وأن السور الأول هو سور آخر غير هذا السور بني في عهد الشيخ عبدالله الصباح المُلقب بـ “عبدالله الأول” ، وقد اتفق معه في هذا الوصف المؤرخ سيف الشملان الذي بين بأنه كان سوراً صغيراً قام عن طريق سد المنافذ المؤدية إلى البر ، ويتبين لنا هنا إتفاق الشرحين في وصف آلية بناء السور الأقدم بين الشملان والحاتم .
من الواضح أن السور المذكور كان سوراً بدائياً و بسيطاً ، اكتفى من أقاموه بسد السكك التي كانت تفصل البيوت عن بعضها بعضاً ، وسوف نكتشف عند الحديث عن بقية الأسوار أن هذا السور لم تكن له بوابات خاصة به ، وهذا ما يؤكد ويعزز فكرة بدائية التصميم ويعززها ، علاوة على أنه قد تعرض للانهيار و البناء أكثر من مرة ، إما بسبب العوامل الطبيعية ، أو بقرار من بانيه لانتهاء الغرض المنشود من بنائه ، و كما أسلفنا فإن تحديد سنة بعينها على أنها السنة التي بني فيها هذا السور أمر تخميني وغير قطعي ، لغياب الأدلة القطعية التي يمكننا البناء عليها ، إلا أن ترتيب السور البدائي من بين أسوار الكويت قد اعتبره بعضهم خارجاً من سلسلة الأسوار التي تم ترقيمها وصولاً إلى السور الرابع ، وقال أكثرهم بأن تسميته بالسور لا تصح ، و منهم عبدالله الحاتم ويعقوب الغنيم ، وقد أطلقوا على السور الثاني اسم السور الأول ، يقول الحاتم : ” فبنوا السور الأول ولكنه من نوع آخر يختلف في تصميمه وبنائه عن الأسوار المعتادة المعروفة لدى البلاد المجاورة … فانهم بمجرد ما يشعرون بالخطر يتهددهم ، يبادرون إلى إغلاق منافذ البلدة بالطين كل فريق من الأهالي يعمل من جانبه فلا تكاد تمر بضع ساعات حتى تصبح البلدة وهي على أتم استعداد لمجابهة كل طارئ . والذي يساعدهم على تحقيق هذه الفكرة بهذه السرعة هو صغر حجم البلدة ، وتلاصق بيوتها ، وقلة مسالكها. وهذا النوع من الأسوار لا يصح أن نسميه سوراً ، لأن الأسوار عادة هي التي تحيط بالمدن و القرى ، منفصلة عنها بأبوابها و أبراجها و وسائل دفاعها. أما أول سور أقيم حول الكويت بالمعنى الصحيح فقد كان في أواخر عهد الشيخ عبدالله بن صباح الأول ” ، و قد اتفق مع هذا الرأي د/ يعقوب الغنيم عندما قال : ” في عهد الشيخ عبدالله بن صباح تم بناء أول سور للبلاد … هذا السور هو السور الأول من حيث الشكل وقد سبقه سور غير متكامل هو عبارة عن جدران تسد بعض الفتحات التي تطل على جنوب البلاد ” ، من خلال ما ذكراه لنا يتبين أن السور الذي نحن بصدد الحديث عنه لا يعد سوراً لأسباب فنية تم ذكرها ، و لا حاجة إلى تكرار ذكرها مرة أخرى ، وبالتالي فإن السور الذي تكلم عنه آدم شريف في تقريره هو السور البدائي و حول الطوب الذي ذكره فقد يكون لأجزاء من بيوت الوجهاء في تلك الفترة .
السؤال المستحق هنا أين سور الكويت الأول ومتى بني ؟ المؤرخ السعيدان كشف لنا الحقيقة وقال : ” أول سور حقيقي هو ما تم انشاؤه على اثر غزوة مناع أبو رجلين 13 ديسمبر 1798م حيث قام المذكور بغزوة فاشلة هب على اثرها الكويتيون لبناء السور اما في الشهر نفسه (ديسمبر 1798) أو بعد أيام قليلة من تلك الغزوة وحيث ان نهاية ذلك العام هي بحدود اسبوعين غير كافية لبناء السور فان بناء السور الأول تم انجازه في اوائل عام 1799 على وجه الدقة ”
إذاً يكون السور البدائي قد بني في الفترة الواقعة بين 1756م و1777م أما السور الأول فقد بني في عام 1799م في عهد حاكم الكويت الثاني الشيخ “عبدالله الأول”.
بين الشملان ومعه السعيدان موقع السور الأول ، قال الشملان : ” حده من الشرق بجوار مبنى وزارة التخطيط من الشرق ، ومن الغرب بجوار مبنى البنك المركزي من الغرب ، ومن الجنوب بجوار مسجد السوق الكبير شمالاً والمسجد لم يبن بعد كان أرضاً فضاء خارج السور ، و بالقرب من البوابة الرئيسية للسور بداية المناخ نسبة لسوق المناخ داخل السور مناخ الإبل” ، أما السعيدان قال : ” يمتد من نقعة سعود غربا وموقعها الحالي قرب بنك الكويت المركزي وينتهي في موقع وزارة الخارجية اليوم ، ومن ضمنه مسجد ال خليفة والمسجد الكبير وكانت المساجد المندثرة اللتي ضمن حدود السور الأول مسجد ابن بحر المعروف بمسجد ابن ابراهيم – وهو اقدم مسجد في الكويت – وكذلك مسجد الحداد ”
عند مراجعتي للمساجد المذكورة نجد أنها فعلاً كانت موجودة في تلك الفترة و هي :
– مسجد الابراهيم (ابن بحر) 1670م.
– مسجد الخليفة 1714م.
– مسجد الحداد 1776م.
وتوجد مساجد أخرى كانت موجودة لم تذكر هي : مسجد النصف 1776م ، مسجد العبدالجليل 1779م ،مسجد مبارك 1782م ، مسجد ياسين القناعي 1784م ، مسجد ابن علوان 1788م ، مسجد السوق 1794م ، مسجد عبدالرزاق 1797م ، و مسجد العدساني 1798م .
يأخذنا الحديث إلى شكل السور و الذي بينه لنا الشملان بأنه كان على شكل قوس من البحر إلى البحر كما كانت له أبراج للحراسة و الدفاع ، أما السعيدان قال : “شكله نصف دائرة ” أما طوله فقد قدره السعيدان منفرداً 750متراً وله ثلاث بوابات ، شرقية و جنوبية وغربية (قبلية ) و فوق كل بوابة مدفعين من المدافع التي غنمها الكويتيون من بني كعب في معركة الرقة الشهيرة (مايو1783). يقول الرحالة ستوكويلر الذي زار الكويت في 4 فبراير 1831 (( للكويت سور يحيط ببلدة طولها ميل وعرضها ربع ميل وسكانها 4000 نسمه وللسور ثلاث بوابات وفوق كل بوابة مدفعان ويحيط بالسور خندق )) وهذه الرواية تعني أن السور الأول ذو البوابات الثلاث كان موجوداً عام 1831 وهذا ينفي ان السور الثاني قد بني عام 1811 أو كما جاء في رواية أخرى 1814.. حيث ان زيارة ستوكويلر جاءت بعد هذا التاريخ لأكثر من خمسة عشر عاما..” .
خالد طعمة
مؤرخ كويتي