رسائل هيلاري عرَّت عصابة “الإخوان” ،،،، بقلم / أحمد الجارالله
حين يكشف التاريخ عن خفاياه لا يعود للنفي أي قيمة، وعلى هذا الأساس يمكن قياس السلوك “الإخواني” قبل، وخلال، وبعد موجة ما سمي” الربيع العربي” بعدما أماطت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الغطاء عن نحو 55 ألف وثيقة من البريد الإلكتروني لوزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون، في عهد باراك أوباما، الذي دعم بقوة حركة الفوضى في العالم العربي، ودفع بالجماعة الإرهابية الى الحكم في مصر وبعض الدول الأخرى.
منذ اللحظات الأولى لموجة الفوضى التي اجتاحت تونس ومصر وليبيا واليمن وسورية والعراق وغيرها من الدول، كانت الأصوات العاقلة تحذر من المخطط الخبيث، في الوقت الذي مارست فيه إدارة أوباما أبشع أنواع الضغط على الانظمة لتقديم التنازلات المُرة لمن أسموا أنفسهم “ثوار في سبيل الحرية” فيما هم مجرد مجموعة عملاء ومجرمين.
أيضا لم يعد مستغرباً ذلك التبني التركي المستميت للجماعة التي تمرست في بيع نفسها على مر التاريخ، بدءًا من العمالة لبريطانيا وليس انتهاء بالعمل القذر للنظام الأردوغاني.
في تلك الرسائل الكثير من الفضائح، وكلها تنم عن خساسة التابع “الاخواني” في علاقته مع مشغليه، وتنازله عن حقوق الأمة، والشعوب، في سبيل الإمساك بزمام السلطة، وهذا بالمناسبة أسلوبهم الذي استخدموه مع حكام دول عدة، لا سيما في الخليج، إذ كانوا يتقربون إليهم عبر التَّدين الظاهر، والدعاء لهم، بينما في المقابل ينتزعون، بالتدليس، ما يمكِّنهم من تحقيق أهدافهم، فيزرعون اتباعهم في الدواوين الأميرية والملكية، ويدفعون بالبعض إلى الوزارات، ويعملون من خلال جمعيات يصبغونها بالطابع الخيري فيما هي مصدر لكسب التمويل تحت نظر الحكومات.
اليوم، نحمد الله في الخليج، ومعظم الدول التي نجت من إعصار الخراب هذا، ولا شك أن الجميع يدين لمصر وقيادتها الحكيمة في التصدي لهذا المخطط، حين لبت المطالب الشعبية في 30 يونيو 2013 واستردت الدولة من خاطفيها “الاخوان”، حين أخذهم الرئيس عبدالفتاح السيسي باللين كي يمنع وقوع مجزرة كبرى في البلاد اذا هم تمسكوا بالسلطة، وكلنا نذكر كيف حركوا أذنابهم، في الكويت والسعودية ودول الخليج العربية، الذين راحوا ينادون بإسقاط أنظمتها، بل وصلت الصفاقة ببعضهم الى حد القول: “اليوم مصر وغداً الكويت وبعدها كل دول الخليج”.
ليست المفاجأة فقط في تلك الوثائق، بل أيضا في العلاقات بين تلك العصابة الإرهابية وتل أبيب والتي ظهرت سريعاً إلى السطح، ورسالة محمد مرسي الى شيمون بيريس، ومناداته بـ”عزيزي شيمون”، واحدة من الدلائل على مدى كذب ومراوغة هذه الجماعة التي تنادي في العلن بالعداء لإسرائيل وتقيم معها علاقات في السر.
اليوم تنكشف أكثر فأكثر خيانة من كانوا ينفون مخطط اقتطاع جزء من سيناء وإلحاقها بقطاع غزة، وبعدها تجميع مجرمي العالم فيها من”دواعش” وغيرهم، لجعل تلك المنطقة أداة إسرائيلية لترهيب الإقليم ككل، وابتزازه، كما ستعرف شعوب المنطقة مدى صلابة قادة دول الخليج في تصديهم لهذا المخطط الذي كان سيجر عليها ويلات جهنمية، وكيف وفروا على دولهم وشعوبهم الكثير من الدماء.