زوجان مهاجران وراء لقاح فايزر ضد «كورونا»
خبراء وأطباء بالعشرات، توقعوا أن يعود العالم في الربيع المقبل إلى ما كان عليه قبل “كورونا” المستجد، لأن اللقاح الذي طورته شركتان ألمانية وأميركية، وأعلنوا عنه أمس الاثنين “فاعل بنسبة 90% في التصدي للفيروس ومنعه من التكاثر في خلايا المصاب” فقد اختبروه على أكثر من 43500 متطوع في 4 دول، ولم تظهر الإصابات إلا على 94 منهم، بينهم 85 كانوا مصابين بالفيروس أصلا ولم يتناول الواحد منهم أي جرعة، وفقا لما نقلت الوكالات عن خبراء قاموا بتقييم اللقاح الذي طوّرته شركة BioNTech الألمانية، بالتعاون مع من ستقوم بالإنتاج والتسويق بدءا من الشهر المقبل، وهي شركة Pfizer الأميركية.
طبيب تركي، هاجر بعمر 4 سنوات مع أبيه الذي اشتغل في مصنع سيارات “فورد” بألمانيا، هو الذي يقف وزوجته التركية الأصل مثله، وراء تطوير اللقاح الذي أعلنت عنه “فايزر” أمس، ويأملون أن ينقذ العالم من الفيروس الذي استجد وظهر في الصين قبل 11 شهرا “تفرعن” خلالها وفتك وتوحش، فأصاب 50 مليون إنسان، قتل منهم أكثر من مليون و260 ألفا بدول ومناطق في كل القارات، ولا يزال فاتكاً يبث الرعب للآن.
الطبيب Uğur Şahin ولد قبل 55 سنة في مدينة اسكندرونة، التابعة لمنطقة سورية معروفة باسم “لواء اسكندرون” احتلتها تركيا في 1939 وغيّرت اسمها إلى Hatay ili أو “محافظة هاتاي” التابعة بعاصمتها أنطاكية لمحافظة حلب بالشمال السوري أصلا، وفقا لما ألمت “العربية.نت” من سيرته القصيرة في موقع “ويكيبيديا” المعلوماتي. أما زوجته الطبيبة Özlem Türeci فولدت قبل 53 عاما في بلدة Lastrup البالغ سكانها 10 آلاف، والبعيدة في ولاية “سكسونيا السفلى” بالشمال الغربي الألماني 50 كيلومترا عن الحدود مع هولندا.
والدكتورة أوزلم تورجي، هي ابنة طبيب تركي هاجر من اسطنبول إلى ألمانيا، ودرست الطب بجامعة Saarlandes في مدينة هامبورغ، حيث تعرفت في مستشفاها إلى أوغور شاهين، الذي تخرج من الجامعة نفسها متخصصا بطب الأورام السرطانية، فتزوجا في 2001 وأسسا شركة لتطوير الأدوية سمياها Ganymed Pharmaceuticals واشتهرت على مستوى دولي، ثم اشترتها منهما شركة يابانية بمليار و400 مليون دولار قبل 4 أعوام، بحسب ما ذكرت صحيفة Welt الألمانية.
في تقرير الصحيفة أيضا، أن الزوجين أسسا في 2008 شركة جديدة، هي BioNTech لتطوير أجسام “وحيدة النسيلة ضد السرطان” وبعد 3 أشهر من ظهور الفيروس “الكوروني” بالصين، تكاتفت الشركة في مارس الماضي مع Pfizer لمكافحته عبر لقاح تطعيمي تنتجه حاسما، فاجتهدت شركة الزوجين وطورت واحدا سمته BNT16B2 وهو الذي يأملون أن يعيد العالم إلى ما كان عليه قبل “كورونا” المستجد.
“فاعلية اللقاح بمواجهة الفيروس ستغيّر العالم”
اللقاح مصنوع من مواد جينية، معروف نوعها بأحرف mRNA تلخيصا لاسم “مرسال الحمض النووي الريبوزي” الضروري تخزينه في درجة 70 تحت الصفر الجليدية “وهي غير متوافرة في الثلاجات العادية، مما يصعب معه التطعيم في المدارس ودور الرعاية والمصحات العادية” بحسب ما اطلعت عليه “العربية.نت” في تقرير نشرته صحيفة “التايمز” البريطانية اليوم، ونقلت فيه عن خبراء أن من الضروري إحضار الجرعات من منشآت التصنيع مباشرة “كما قد يفرض اللقاح استدعاء الجيش للمساعدة بتوزيعه” وفق تقديرها.
غرافيك من التايمز عن اللقاح المتعاملة محتوياته مع الفيروس كما القذيفة المدمرة
غرافيك من التايمز عن اللقاح المتعاملة محتوياته مع الفيروس كما القذيفة المدمرة
قالت أيضا، إن Pfizer صممت حاوية بحجم حقيبة سفر “تحافظ على الجرعات عند 70 تحت الصفر لمدة 10 أيام، تسع الواحدة 1000 إلى 5000 جرعة، ومن الضروري تعبئتها بثلج جليدي جاف وطازج في غضون 24 ساعة، ثم يتم تتبعها عبر نظام GPS حتى بلوغها المكان المطلوب، مع عدم فتحها أكثر من مرتين يوميا، ولمدة دقيقة واحدة في كل مرة” وفقا لما نقلت اليوم عن وثائق مسربة من Pfizer أمس، وتشير معلوماتها إلى أن التطعيم لن يكون عملية سهلة، بل صعب تعترضه عراقيل، خصوصا أن فاعلية اللقاح تبدأ بعد 28 يوما من التطعيم.
مع ذلك، نقلت عن عدد من الخبراء والأطباء، ومنهم الشهير Jonathan Van-Tam نائب كبير مسؤولي الصحة في إنجلترا، وصفه اللقاح بإنجاز عظيم، وأن “الموجة التي تشهدها بريطانيا ستكون معه الأخيرة” ووعد بأن يتم تطعيم أول بريطاني قبل عيد الميلاد الشهر المقبل، فيما ذكر آخر أن فاعلية اللقاح الكبيرة بمواجهة الفيروس ستغيّر العالم.