النفط يصعد مع تنامي آمال إحجام منتجين كبار عن زيادة الإمدادات إثر ضعف الطلب
قالت وكالة الطاقة الدولية، إنه من المستبعد أن يتلقى الطلب العالمي على النفط دفعة كبيرة من توزيع لقاحات لمنع الإصابة بكوفيد-19 قبل وقت متأخر من 2021.
صعدت أسعار النفط أمس، لترفع مكاسب الخام منذ بداية الأسبوع الحالي إلى أكثر من عشرة في المئة بفضل تنامي الآمال بشأن إحجام منتجين كبار على مستوى العالم عن زيادة مزمعة للإمدادات، في الوقت الذي تقوض فيه زيادة حالات الإصابة بكوفيد-19 الطلب على الوقود.
وزادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 17 سنتا أو 0.4 في المئة إلى 41.62 دولارا للبرميل، فيما ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت سبعة سنتات أو نحو 0.2 في المئة إلى 43.87 دولارا للبرميل. وقال وزير الطاقة الجزائري، أمس الأول، إن مجموعة “أوبك+” التي تضم منظمة “أوبك” ومنتجين آخرين منهم روسيا قد تمدد تخفيضات الإنتاج الراهنة البالغة 7.7 ملايين برميل يوميا حتى العام المقبل أو تزيدها إذا تطلب الأمر.
من جانبه، ارتفع سعر برميل النفط الكويتي 1.93 دولار، ليبلغ 44.07 دولارا في تداولات يوم أمس الأول مقابل 42.14 دولارا في تداولات يوم الثلاثاء، وفقا للسعر المعلن من مؤسسة البترول الكويتية.
ويقول محللون إن ضعف التوقعات يفرض ضغوطا على “أوبك+” للإحجام عن زيادة الإمدادات بواقع مليوني برميل يوميا اعتبارا من يناير، إذ تضع السوق في الاعتبار الآن إرجاء هذه الزيادة.
وفي الوقت الراهن، يواجه الطلب على الوقود ضغوطا مع زيادة حالات الإصابة بفيروس كورونا في الولايات المتحدة وأوروبا وأميركا الجنوبية. ونتيجة لذلك، قالت “أوبك” إن الطلب سيتعافى على نحو أبطأ في 2021 عن المتوقع من قبل.
وقالت وكالة الطاقة الدولية، إنه من المستبعد أن يتلقى الطلب العالمي على النفط دفعة كبيرة من توزيع لقاحات لمنع الإصابة بكوفيد-19 قبل وقت متأخر من 2021، في وجهة نظر من المرجح أن تثبط مكاسب أسعار النفط التي حققتها منذ إعلان إحراز تقدم بشأن لقاح للفيروس في وقت سابق من الأسبوع الجاري.
وقالت الوكالة في تقريرها الشهري “من السابق لأوانه القول كيف ومتى ستسمح اللقاحات باستئناف الحياة الطبيعية. في الوقت الراهن، توقعاتنا لا تتنبأ بتأثير كبير في النصف الأول من 2021. التوقعات الضعيفة للطلب وارتفاع إنتاج بعض الدول يشيران إلى أن العوامل الأساسية الحالية ضعيفة جدا لكي تقدم دعما قويا للأسعار”.
ورفعت ليبيا إنتاجها من النفط إلى أكثر من 1.1 مليون برميل يومياً، لتقترب من مستويات إنتاجها قبل الحرب الأهلية في البلاد، والتي قادت إلى إغلاق الصناعة في يناير الماضي.
وزاد عضو “أوبك”، الذي يضم أكبر احتياطي للنفط الخام في أفريقيا، من إنتاجه في أكبر حقول البترول بما فيها “شرارة”، و”الواحة”، وفقا لما ذكره شخص مطلع لـ “بلومبرغ”، طلب عدم الكشف عن هويته لسرية المعلومات.
وتعتبر البراميل الليبية الإضافية تحدياً غير مرحب به بالنسبة لائتلاف منظمة الدول المصدرة للنفط “أوبك+”وحلفائها مثل روسيا.
ومن المقرر أن ترفع المنظمة إنتاجها بما يقرب من مليوني برميل يومياً في يناير كجزء من خطة لتخفيف التخفيضات التي بدأت في مايو في ذروة جائحة فيروس كورونا، وقد تضطر إلى إرجاءها مع تدني أسعار النفط الخام.
ووفقاً لخطط التحميل التي اطلعت عليها “بلومبرغ”، سوف تصدر ليبيا مليون برميل يوميا هذا الشهر بعد إضافة ثلاث شحنات إلى جدول الشحن في ميناء السدر النفطي.
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت يوم الأربعاء، لتصل إلى 45 دولارا للبرميل للمرة الأولى في 10 أسابيع مع ارتفاع الأسواق المالية، وسط تراجع مخزونات النفط الأميركية، إلا أن المؤشر القياسي أقل بنحو %32 هذا العام.
وقال بيل فارين برايس مدير شركة “انفيروس” للأبحاث التي تتخذ من لندن مقرا لها “مرة أخرى فاجأت شركة النفط الوطنية الليبية وشركاؤها الأسواق بالسرعة التي يمكنها بها استعادة إنتاج النفط “.
يذكر أن إنتاج ليبيا النفطي كان عند مستويات 100 ألف برميل في اليوم حتى أوائل سبتمبر الماضي.
وقال “حتى الآن العلامات جيدة، ويبدو أن ليبيا وصلت لمنعطف التحول”. وأضاف أن “كل شيء يتوقف الأن على ما إذا كان من الممكن وقف إطلاق النار على التمسك به – وسيتطلب حل هذا اللغز التزاماً حقيقياً – ليس فقط من الأطراف المتحاربة على الأرض ولكن من قبل الداعمين الإقليميين والدوليين”.