الكويت وفرنسا: تعزيز التسليح والتدريب
وسط تأكيد مشترك على العلاقات المتميزة بين الكويت وفرنسا، ومرور 56 عاماً على تأسيس علاقاتهما الدبلوماسية، أعرب مساعد وزير الخارجية لشؤون أوروبا السفير وليد الخبيزي عن تطلع الكويت لمواصلة العمل مع فرنسا على تقوية علاقة الشراكة بين البلدين، خصوصاً فيما يتعلق بمشاريع التسليح والتدريب العسكري، وتبادل المعلومات، والنظر في العروض المقدمة من الجانب الفرنسي في هذه المجالات.
جاء ذلك خلال الجولة الثالثة من المشاورات السياسية المتعلقة بالحوار الاستراتيجي بين الكويت وفرنسا، أمس، على مستوى كبار المسؤولين في وزارتي خارجية البلدين، والتي عقدت عبر تقنية الاتصال المرئي، بمشاركة الخبيزي رئيساً للجانب الكويتي، إلى جانب مدير إدارة شمال إفريقيا والشرق الأوسط في وزارة أوروبا والشؤون الخارجية كريستوف فارنو رئيساً للجانب الفرنسي، وسفير الكويت لدى فرنسا سامي السليمان، وسفيرة فرنسا لدى البلاد آنا كلير لوجندر.
وجدد الخبيزي أثناء المشاورات «تعازي الكويت في ضحايا الحادثين الإرهابيين في فرنسا»، مؤكداً في الوقت ذاته «رفض كل أشكال الإساءة إلى الدين الإسلامي، ومحاولة ربطه بالتطرف أو الإرهاب».
ولفت إلى ضرورة العمل لتعزير الروابط الاقتصادية والاستثمارية المشتركة، مع تشديده على دور القطاع الخاص ورجال الأعمال والشركات في تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين، مبيناً أن الكويت تتطلع إلى الاستفادة من خبرات كبرى الشركات الفرنسية في مختلف المجالات ومشاركتها في خطة التنمية الكويتية (رؤية 2035).
وأكد أن الخارجية الكويتية ترحب بالجهود المبذولة من الجانبين لإنشاء جمعية الصداقة الكويتية- الفرنسية، مبيناً أن من شأنها الدفع نحو تعزيز الروابط الوثيقة بين الشعبين في كل المجالات وعلى جميع الصعد.
وتناول الجانبان التحديات الراهنة التي يعيشها العالم بسبب تداعيات «كورونا»، وأهمية التعاون بين البلدين، لتجاوز تلك التحديات الصحية والاقتصادية الناجمة عن هذا الوباء، مؤكدين، في الوقت ذاته، أهمية ضمان الوصول العادل للقاح والعلاج إلى كل دول العالم.
وبحثا سبل تعزير التعاون الثنائي على مختلف الصعد، وأهميته، ومواصلة الزيارات الرفيعة المستوى بين الطرفين.
وتطرقا إلى إمكانية رفع مستوى التمثيل بين الجانبين في الحوار الاستراتيجي المقبل، وأشادا بالنتائج الإيجابية التي تمخضت عنها جولة المباحثات الثنائية التي عُقِدت بين وزير الخارجية الشيخ د. أحمد الناصر، ووزير أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسية جان إيف لودريان بالكويت في يوليو الماضي.
وشددا على أهمية تفعيل الاتفاقيات الموقعة بين البلدين، والعمل على إنجاز ما لايزال منها قيد الدراسة، كما تطرقا إلى التعاون في مجال الصحة، وبحثا إمكانية الاستفادة من خبرات الطواقم الطبية الفرنسية لتدريب الكوادر الكويتية، إضافة إلى إمكانية افتتاح أفرع لمستشفيات فرنسية بالكويت.
وأكدا أهمية تعزيز التعاون في مجالي التعليم والبحث العلمي، من خلال زيادة عدد الطلبة الكويتيين المبتعثين للجامعات الفرنسية، وزيادة مشاريع البحث العلمي والتعاون الثقافي بين البلدين، لفتح آفاق جديدة تعود بالنفع على كلا البلدين، كما بحث الجانبان ضرورة تعزيز التعاون الثنائي في المجالين العسكري والأمني.
وتضمنت جولة المباحثات آخر التطورات على الصعيدين الإقليمي والدولي، إضافة إلى استعراض مواقف البلدين المتطابقة بشكل كبير حيال مجمل القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، إضافة إلى تناول أهمية مواصلة التعاون بينهما في المحافل الدولية، ودعم الجهود الرامية نحو تسوية الأزمات عبر القنوات الدبلوماسية والحوار البنّاء.