من هو محسن فخري زادة، “أبو القنبلة النووية الإيرانية”؟
في تطور كبير في الملف النووي الإيراني اغتيل كبير علماء الذرة الإيرانيين محسن فخري زادة بالقرب من العاصمة طهران، حسبما أكدت وزارة الدفاع الإيرانية.
وفارق فخري زادة الحياة في المستشفى بعد تعرضه لهجوم في مقاطعة دماوند. وأفادت تقارير بوسائل إعلام إيرانية بأن مهاجمين أطلقوا النار على سيارته.
وتعتبر وكالات استخبارات غربية فخري زادة المسؤول عن برنامج سري للأسلحة النووية في إيران. وتفيد تقارير بأن دبلوماسيين وصفوه بأنه “أبو القنبلة النووية الإيرانية”.
وتوعّدت إيران بالانتقام الشديد لاغتيال كبير علماء الذرة الإيرانيين محسن فخري زادة، ووجهت أصابع الاتهام إلى إسرائيل.
ويعتقد أن عملية الاغتيال ربما حازت على دعم أمريكي، فمن المعروف أن الرئيس ترامب قد فكر في مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية في وقت سابق من هذا الشهر.
فمن هو محسن فخري زادة؟
ولد فخري زادة عام 1958 في مدينة قم الإيرانية، وانضم إلى الحرس الثوري بعد الإطاحة بالشاه محمد رضا بهلوي في عام 1979، و قيل إنه احتفظ برتبة رفيعة في الحرس الثوري حتى عندما أصبح عالماً.
وقد عمل محاضرا للفيزياء في جامعة الإمام الحسين في العاصمة الإيرانية طهران.
وكان يعد أشهر عالم نووي إيراني ولكنه حرص على الابتعاد عن الأضواء.
ولطالما تحدثت عنه مصادر أمنية غربية على أنه يتمتع بنفوذ كبير ودور أساسي في برنامج إيران النووي.
وحدد تقرير بارز للوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة في عام 2011 فخري زادة باعتباره شخصية محورية في البرنامج الإيراني السري لتطوير التكنولوجيا والمهارات اللازمة لصنع القنابل الذرية.
وأشار التقرير إلى أنه ربما كان لا يزال في ذلك الوقت يلعب دورا في مثل ذلك النشاط.
وقد دعاه مفتشو الوكالة مرارا للحديث عن دوره، وهو الأمر الذي دأب على تجنبه.
وتظهر سجلات الأمم المتحدة أنه كان من بين 8 إيرانيين خضعوا لقيود السفر والقيود المالية الدولية بموجب قرار للأمم المتحدة تم تبنيه في عام 2007 بسبب صلاته بأبحاث “الأسلحة النووية أو البالستية”.
ووفقا لوثائق سرية حصلت عليها إسرائيل في عام 2018، أشرف فخري زادة على برنامج لإنتاج أسلحة نووية.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي حينها إن فخري زادة هو كبير العلماء في البرنامج، وحثّ الناس على “تذكر هذا الاسم”.
وفي عام 2018، كشف نتنياهو عن ما وصف بأنه أرشيف إيران النووي السري.
وفي عام 2015، قارنته صحيفة نيويورك تايمز بالفيزيائي الذي أدار مشروع مانهاتن، روبرت أوبنهايمر، والذي أنتج خلال الحرب العالمية الثانية أول أسلحة ذرية.
بعد ترامب، كيف سيتعامل جو بايدن مع إيران؟
هل يهدف اغتيال فخري زادة إلى تقويض الاتفاق النووي الإيراني؟
ويقال إن فخري زادة قاد مشروع “آماد” السري المزعوم الذي تأسس في عام 1989 للبحث في إمكانية بناء قنبلة نووية.
وتم إيقافه في عام 2003، وفقاً للوكالة الدولية للطاقة الذرية، على الرغم من أن نتنياهو قال إنّ الوثائق التي تم الحصول عليها في عام 2018 أظهرت أن فخري زادة تابع العمل سراً في مشروع “آماد”.
واختلفت الآراء حول مدى تأثير اغتيال فخري زادة على البرنامج النووي الإيراني.
ويقول كريم سجادبور، الزميل البارز في مؤسسة كارنيغي: “إنه من المحتمل أن فخري زادة كان يعرف عن برنامج إيران النووي أكثر من أي إنسان حي، وفقدان قيادته ومعرفته وذاكرته المؤسسية بلا شك ضربة للجمهورية الإسلامية”.
ومن ناحية أخرى، يقول فيبين نارانغ، أستاذ العلوم السياسية في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا: “يستطيع الكثير من المشاركين في البرنامج تصميم رأس حربي نووي الآن إذا لزم الأمر، لذلك قد يكون لدى إيران الآن دافع أكبر للتسليح”.
عقوبات واتفاق
ويذكر أن الشكوك في أن إيران كانت تستخدم البرنامج كغطاء لتطوير قنبلة نووية قد دفعت الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والأمم المتحدة إلى فرض عقوبات قاسية جدا على طهران في عام 2010.
وفرض اتفاق عام 2015، الذي توصلت إليه إيران مع الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا والصين وروسيا وألمانيا، قيودا على أنشطة طهران النووية مقابل تخفيف العقوبات عليها.
لكن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انسحب من الاتفاق. وفي وقت سابق من الشهر الجاري، وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن إيران لديها الآن 12 ضعف كمية اليورانيوم المخصب التي يُسمح لها بامتلاكها بموجب الاتفاق.
جاء اغتيال فخري زادة في وقت يتصاعد فيه التوتر بين الولايات المتحدة وإيران ووصل ذروته في يناير/كانون الثاني مع اغتيال واشنطن قاسم سليماني، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني.