أكدت مرشحة الدائرة الثانية عالية الخالد أن مستوى التعليم في الكويت متدن، مؤكدة أنه من الضروري فك الاشتباك وتعارض المصالح في إدارة وزير التربية للمرفق التعليمي ما بين الجانبين الفني والسياسي، مبينة أنه عندما يضبط الوزير المصالح السياسية وهذا الأمر خارج عن إرادته، فإن هذا يأتي على حساب الأمور الفنية التعليمية وهذا ما يساعد في تدهور التعليم. وقالت الخالد في لقاء خاص مع «الأنباء»: «أريد أن يكون بلدي وشعبي بخير، لأن هذا أبسط ما يتمناه المواطن لديرته، عندما أرى في بلدي قضايا فساد وانتهاكات مالية ولم تتم محاسبة مرتكبيها.. فإننا بذلك لسنا بخير، فأنا واقعية جدا في الحياة ويوميا يكون لدي استقراء مستقبلي». وأضافت ان إيقاف تعليم طلبة ذوي الاحتياجات الخاصة جريمة، مؤكدة أن التعليم يشكل متنفسا مهما لهم، كما أنه من الضروري جعل سوق العمل مفتوحا السوق مفتوحا وجعل أبناء الشعب يعملون في المجال الذي يناسب قدراتهم ومواهبهم وتخصصاتهم، إذ إن هناك تكدسا وظيفيا وبطالة مقنعة داخل الوزارات والإدارات الحكومية، لأن بعض الجامعيين الذين درسوا دراسات نادرة لن يجدوا البيئة المناسبة التي تخدم الأعمال، وإلى التفاصيل:
ما سبب التأخر في التعليم، وما الحل لتطوير المناهج لدينا بالدولة؟
٭ أولا من الضروري فك الاشتباك وتعارض المصالح في إدارة الوزير لوزارة التربية أو في أي وزارة أخرى كشق فني ودوره كوزير كشق سياسي، فالعلة في التعليم تكمن في هذه المعادلة السابقة، لأنه حينما يخدم الوزير المصالح السياسية، وطبعا ليس الذنب أو السوء منه ولكنه (مجبر أخاك لا بطل)، يقوم بذلك حتى يضبط الأمور السياسية ولكنها ستكون على حساب الأمور الفنية وهذا ما يساعد على تدهور التعليم لدينا وتراجعه، فإذا أردنا أن نحمي التعليم فلابد من فك الشق السياسي عن الشق الفني.
كثير من الشعارات تملأ الشوارع للمرشحين، ولكن ما لفت انتباهنا تلك السيدة الكويتية حتى النخاع التي وبكل بساطة وسجية تقول أنا عالية الخالد وأسعى للبحث عن كل ما هو جميل لبلدي وأبناء شعبي، مع العلم بأنها قد سبق لها تجربة الترشيح بعام 2016 إلى أنها تعود اليوم لترشح نفسها للمرة الثانية، فما مخططات عالية الخالد؟
٭ أريد أن يكون بلدي بخير وأريد أن يكون أهلي وأبناء وطني بخير، فذلك أبسط شيء وأسمى شيء من الممكن أن يتمناه المواطن لديرته، فكنا نشعر في السابق بأننا بخير، وكنا في الحقبة التي عشناها نرى أن الكويت أكبر وأجمل شيء، لكننا وصلنا اليوم إلى مرحلة وإلى حال صعب، فإن الحال الذي يدخل فيه المواطن ويجد ازدحاما وتأخيرا، فنحن لسنا بخير، وكذلك عندما أرى أولادي بالمدارس يتأثرون دراسيا ونرى الغش داخل المدارس يمارس دون محاسبة، فإننا بذلك لسنا بخير، وعندما أرى في بلدي قضايا فساد وانتهاكات مالية ولم تتم محاسبة مرتكبيها من فاسدين ومفسدين، فإننا بذلك لسنا بخير، في النهاية الوضع تغير كثيرا جدا، وما حدث معي أنني لفترة كنت فيها في سن 12 إلى 14 سنة كنت قارئة للساحة السياسية، وذلك لهدف واحد وهو أنني أعرف أين الخلل، وأعرف ما الذي أوصلنا إلى هذه المرحلة، حتى بدأت أن أشك هل نحن بخير أو لسنا بخير، فضلا عن أنني واقعية جدا في الحياة ويوميا يكون لدي استقراء مستقبلي.
ما رأيك بإيقاف تعـليم طلبة ذوي الاحتياجات الخاصة وما انعكاساته مستقبلا وتأثيره على تلك الفئة التي هي جزء هام من المجتمع؟
٭ طبعا ما حدث معهم جريمة، للأسف الشديد لدينا مشكلة بأن القائمين على التعليم يرون من وجهة نظرهم أن فئة ذوي الاحتياجات الخاصة لا يفهمون ولا يعرفون ولا يشعرون ولا يحسون وأنهم عبء على المجتمع، وأرى أن تلك النظرة قاتله ومؤلمة، وأنا شخصيا عشتها وأرفضها رفضا باتا، فلماذا الشخص من ذوي الاحتياجات الخاصة يجلس في البيت وهو في أمس الحاجة للتعليم، فإن التعليم وبيئة التعليم تشكل متنفسا مهما له وتشكل له أثرا نفسيا إيجابيا وأثرا اجتماعيا، فإنه يشعر بذاته ويشغر بأن له قيمة، وأنا شخصيا لي تجربة مع ابني، فقد كان يدخل مدرسة لذوي الاحتياجات الخاصة، وكان التعليم الذي يتلقاه لم يكن على مستوى احتياجاته، فاضطررت نوعا ما أني أستقدم مدرسين خاصين، لأنه كان المهم لدي أن يتعلم وأن يبني ذاته.
تحدثتِ عبر حسابك بالانستغرام عن موضوع حساس وواقعي، وأنا شخصيا تعرضت لوضع مشابه في إحدى الوزارات وهو أنه كانت لديك معاملة ولكنها حبست بالأدراج لمدة 6 أشهر وانتهت مدتها أساسا، فهذه مشكلة تلامس الكثير من أبناء الشعب اليوم.
٭ بالفعل وهنا تكمن الخطورة عندما نعطي الصلاحية لأناس ليسوا أهلا لها، فهذه هي المشكلة ونحن مشكلتنا في العمل الحكومي أزلية، وأنا دائما أنادي وأقول لنجعل السوق مفتوحا، ونجعل أبناء الشعب يعملون في المجال الذي يناسب قدراتهم ومواهبهم وتخصصاتهم، ثم من هم ذوو الاختصاص كي ينجزوا ويقدموا لنا الدرر والإنجازات، فإذا كان هناك تكدس وظيفي وبطالة مقنعة داخل الإدارات الحكومية فمن الطبيعي أن يكون هناك تقاعس ولن يهتم بملف المعاملة المعنية وهذا أمر طبيعي، وأنوه إلى أن الأرشيف وإدارة الملفات هو علم في حد ذاته ويحتاج إلى متخصصين، والطامة الكبرى أن هناك كثيرا من الموظفين كفاءاتهم لا تتناسب مع الوظائف الموجودة.
استياء حاد من الشعب من حالة القفز الوظيفي وهو من غير العدل ان يكون هناك مواطن تفوق وحصل على مؤهل علمي مشرف واجتهد، وبالتالي لا يجد له وظيفة في مجال تخصصه وغير ذلك أيضا يأتي من هو أقل منه في المؤهل العلمي ويرأسه دون وجه حق!
٭ لأن البعض تهمه المصلحة الخاصة قبل العامة وهذه كارثة، ففيها تفرقة إذ إن هناك بالطبع من يقول: (ربعي وجماعتي أهم) فالتفرقة غير عادلة وغير مقبولة.
فمثلا عندما تم تكليف وزير الخارجية بحقيبة الإعلام بالوكالة قام بإلغاء 36 قرارا، وهذا هو القرار الصحيح، ففي كل مكان إذا كانت البيئة المحيطة للمسؤول أو الوزير متعاونة ومساعدة له فسوف تكون قراراته صائبة.
ومن ناحية أخرى، فهناك بعض الجامعيين الذين درسوا دراسات نادرة هؤلاء لن يجدوا البيئة المناسبة التي تخدم الأعمال التي قدموها والدراسات، ولو سمعت أي دولة خليجية بهم لأخذوهم وطلبوهم ووضعوهم بالبيئة الملائمة على وجه السرعة.
لوحةمن التراث الكويتي الأصيل
عند دخول «الأنباء» إلى بيت المرشحة عالية الخالد الجميل المليء بنفحات كويتية عريقة رأينا زاوية في بيتها حيث اخترناها للتصوير فيها، ولفت انتباهنا وجود لوحة بطول الحائط وبها سيدة ترتدي ثوبا كويتيا باللونين الأخضر والذهبي، وقلنا لها: إن كل شخص له نصيب من اسمه، وهذا ينطبق على السيدة الكويتية الأصيلة، فهي عالية بثقافتها وبأصالتها وكرم ضيافتها ببيتها، فسألناها عن قصة اللوحة، فأجابت بأن لهذه اللوحة قصتها الجميلة، بصراحة كنت أريد أن أحضر شيئا كويتيا أصيلا من تراثنا العريق وخصوصا في هذا الزمن، وطلبت رساما وأطلعته على صورتي وطلبت منه أن يرسمها بدون وجه ولكن يظهر الشعر والثوب، فالثوب الكويتي أنيق جدا، فهذا تراثنا ونحن نتشبث به، وبالفعل هذه اللوحة حازت إعجاب الكثيرين.
