روضان الروضان: حسن الاختيار طريقنا إلى الإصلاح
تعيش الكويت حاليا مشهدا سياسيا غاية في التنافسية على خدمة الوطن بعد أيام قليلة من دعوة صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد بفتح باب الترشح للانتخابات لمجلس الأمة صاحب السلطة التشريعية في البلاد.
وعلى ضوء ذلك، صرح عميد عائلة الروضان روضان الروضان قائلا: ان كلمة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد تضمنت خطوطا عريضة لحقبة جديدة من الحكم، وعلى الشعب الكويتي استيعاب كلمة سمو الأمير وفهمها جيدا، إذ قال سموه في دعوته للناخبين الكويتيين: «مراعاة الله وضمائرهم واختيار أفضل المرشحين الذين يتحلون بالممارسة البرلمانية الصحيحة والذين يقومون بواجبهم الرقابي والتشريعي ويضعون مصالح الكويت العليا فوق أي اعتبار».
وتابع الروضان قائلا: إن تركيز سمو أمير الكويت على الوحدة الوطنية نابع من حرص سموه على وحدة المجتمع الكويتي وتماسكه، و«ألا تخضع معايير اختيار المرشحين في الانتخابات إلى أي أسس طائفية أو قبلية»، مضيفا أن «قوة أي دولة أو مجتمع تأتي من تلاحم مكوناتها وولائها للوطن، كما أن الظروف المحيطة بالكويت ومنطقة الخليج عموما تستدعي الوقوف في وجه الطائفية ومن يروجها من أجل التدخل في شؤون دول الخليج العربية والتي نتج عنها ظهور القوى المتطرفة وأساليبها في العنف».
وحول تأثير الظروف الحالية على مسار العملية الانتخابية، أوضح الروضان أن الانتخابات تجري في ظل تدابير احتواء فيروس كورونا المستجد، حيث تم منع إقامة الندوات والولائم والتجمعات الانتخابية، الأمر الذي من شأنه أن يؤثر بالسلب على دعاية المرشحين، لكن بالتأكيد ستنشط وسائل التكنولوجيا وسيكون لها دور كبير جدا في تعريف الناخبين ببرامج المرشحين.
وعن دور الناخب، قال الروضان: ان دور الناخب يعتبر أهم من دور العضو في مجلس الأمة، لأن حسن الاختيار سيضع البلاد في مأمن من أزمات قد تحدث بسبب سوء اختيار الناخبين لنواب لا يمثلونهم، مشددا على ضرورة الابتعاد عن الحزبية والقبلية والطائفية والعمل بروح واحدة ونفس واحد تحت شعار واحد اسمه «الكويت»، موجها الكويتيين لأن يضعوا مصلحة الكويت فوق كل الاعتبارات ولنخدم وطننا الحبيب عبر اختيار المرشح الأفضل ولنجرب ضخ الدماء الشابة في مجلس الأمة والاستفادة مما تعلموه في حياتهم العلمية بدلا من اختيار مرشحين لكونهم ينتمون الى تكتلات أو أحزاب أو طوائف أو قبائل أو على أساسهم المذهبي والعرقي.
كما أوضح أن للمرأة الحق في الوصول إلى مجلس الأمة، لأنها بالفعل تحتاج لمن يمثلها، فلماذا لا تتفق النساء على اختيار مرشحات لإيصالهن إلى مجلس الأمة لتمثيلهن داخل قاعة عبدالله السالم للدفاع عنهن وكسب المزيد من المكتسبات، خصوصا أن اللجان في مجلس الأمة فشلت في معالجة قضايا المرأة الرئيسية لعدم إحساس الرجال بما تطلبه النساء من مكتسبات.
وعن نصائحه للناخبين في اختيار مرشحيهم، قال الروضان: على الناخب أن يختار بناء على عدة معايير أساسية، أولها: الانتماء الوطني، كمعيار مدى أهلية المترشح لتمثيل أبناء دائرته، والذي يمكن قياسه من مشاركات المرشح الوطنية ومدى اهتمامه بالقضايا التي تهم أبناء وطنه بالدرجة الأولى، ثانيا: الكفاءة على أساس الشهادة العلمية، فكثير ممن لديهم شهادات علمية كبيرة لا يستطيعون الوصول الى قبة البرلمان بسبب النزعات المذهبية والقبلية والتجمعات والتكتلات والأحزاب، فمن الممكن أن يكونوا أفضل بكثير ممن يصلون إلى مجلس الأمة مما جعلنا نتأخر كثيرا في تشريعات تواكب العصر وتخدم المجتمع.
ثالثا: على الناخب أن يختار مرشحا مبدؤه «النزاهة»، وأن يتم اختيار من لا تكون يداه ملطختين بالفساد والشبهات وشراء الأصوات والتورط في القضايا والتدخل في مؤسسات الدولة لنصرة مواطن على آخر وهضم حقوق الآخرين، وهذه النقطة مهمة جدا يجب أن ينتبه لها الناخب في اختيار المرشح للانتخابات المقبلة.
رابعا: أن يكون المرشح قويا يتحمل المسؤولية في جميع أنواع القضايا خاصة الحساسة منها التي تمس المواطن بالدرجة الأولى وتعتبر قضايا مصيرية مثل الاستجوابات أو شراء المديونيات أو زيادة الرواتب، وأن يكون رأيه لمصلحة الوطن أولا ومن ثم المواطنين، وألا يجامل ناخبيه على حساب الوطن.
وأخيرا، على الناخب أن يبتعد عن مجاملة أقارب المرشحين وأن يكون حاسما في اختياره للمرشحين وأن يطلع على البرامج الانتخابية للمرشحين، ويبتعد عن الشعارات الرنانة التي تتبخر فور وصول المرشحين لمجلس الأمة، وفوق كل شيء يجب أن نضع نصح صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد نصب أعيننا في حسن اختيار من يمثلنا في المجلس المقبل، وهذه دعوة للتغيير خصوصا بعد معايشتنا جميعا للأزمات في الفترة السابقة.