فيما تستعد الدول الأوروبية وباقي دول العالم للبدء في تطعيم مواطنيها فور حصول اللقاحات ضد ڤيروس كورونا على الموافقات اللازمة من الوكالة الأوروبية للدواء، كانت ألمانيا أول دولة تشرع ببناء مئات من «مراكز التطعيم النموذجية» لتتيح لها القيام بعمليات تطعيم جماعية، ومن هذه المواقع اثنان في مطاري تيغل وتيمبلهوف، وثالث في مركز حفلات برلين في تربتاو جنوب برلين.
ويقول البريخت برومي، منسق أعمال البناء لهذه المراكز: يمكننا تطعيم 3 إلى 4 آلاف شخص يوميا، وبالتالي يمكن للمراكز الستة المقامة في العاصمة برلين أن تطعم 20 ألف مريض يوميا. ويتوجب عليهم العودة بعد 3 أسابيع للجرعة الداعمة.
ويركز القائمون على بناء المراكز على تصميمها لتسهيل عملية الدخول والخروج. ويقول برومي ان هناك الف متطوع في كل مركز لتسهيل تدفق المراجعين من خلال نظام «الطريق باتجاه واحد»، كما تفعل شركات الأثاث الكبرى ومنها ايكيا. ويضيف: «يجب ألا تكون هناك صفوف انتظار، لا نريد لأحد أن يجلب الڤيروس لمن جاء يتحصن ضده».
وكل موقع ستديره مجموعة طبية مثل الصليب الأحمر مع متطوعين للمساعدة في التسجيل وإرشاد المراجعين. ويتوقع أن تكون الكوادر الطبية أول الحاصلين على اللقاح وكبار السن والعاملون في الصفوف الأمامية. وتوقعت مصادر أن تنفد الجرعات الأولى. ورفض متحدث باسم المستشارة الالمانية انجيلا ميركل القول بأنه ستعطى أولوية لتطعيم الحكومة.
يأتي ذلك فيما أعلنت شركة «بيونتيك» الألمانية وشريكتها «فايزر» الأميركية تقديم طلب للحصول على ترخيص للقاح كوفيد-19 الوكالة الأوروبية للدواء، على خطى مجموعة «موديرنا» التي تقدمت بالطلب أمس الأول.
لكن الأمم المتحدة أطلقت نداء لجمع مساعدات إنسانية تقدر بنحو 35 مليار دولار، لإغاثة ملايين البشر الذين أغرقهم الفيروس في الفقر.
وأعلنت وكالة الدواء الأوروبية أنها ستعقد اجتماعا استثنائيا في 29 ديسمبر «كموعد أقصى» للنظر في الموافقة العاجلة لتسويق اللقاح، ما قد يعني تأخيرا بتوزيعه في أوروبا.
وقالت الوكالة الناظمة في بيان: «في حال كانت المعطيات المقدمة متينة بما يكفي للتوصل لاستنتاجات حول نوعية وسلامة اللقاح، فإن وكالة الدواء الأوروبية.. ستستكمل دراستها خلال اجتماع استثنائي مقرر في 29 ديسمبر الجاري كموعد أقصى».
وتعهدت (بيونتيك) بالبدء فورا في توزيع اللقاح بعد الموافقة عليه وتلقي الضوء الأخضر من المفوضية الأوروبية لاستخدامه.
وأضافت انه من المتوقع أن يتم في هذا العام، أي في غضون 4 أسابيع، توزيع 50 مليون جرعة وفي العام المقبل حوالي 1.3 مليار جرعة.
وقال المدير المالي للشركة الألمانية زيرك بوتينغ أمس في مؤتمر صحافي مع وزيرة البحث العلمي الألمانية أنيا كارليتسك: «أنتجنا كميات كبيرة، ويمكن توزيع كل ما هو موجود بالفعل في غضون ساعات قليلة»، لافتا إلى أنه من الجيد الاستعداد لهذا التوزيع، وأوضح أنه سيتم توريد اللقاح في صناديق وأنه يمكن تبريد اللقاحات في هذه الصناديق بواسطة الثلج الجاف لمدة تصل إلى 30 يوما في كل مركز تطعيم أو لمدة تصــل لـ 5 أيام في ثلاجة عادية، لافتا إلى أن صناديق المجمدات ستكون مهمة عندما يتعلق الأمر بتخزين لمدد أطول.
وأضاف: «إننا على قناعة بأن هذا اللقاح يمكنه بالفعل تحقيق حماية من كوفيد- 19».
كما تدرس بريطانيا لقاح المجموعتين تمهيدا لترخيصه.
وأعلن رئيس مجلس إدارة فايزر ألبرت بورلا «علمنا منذ بداية هذه الرحلة الطويلة بأن المرضى ينتظرون اللقاح ونحن على استعداد لإرسال شحنات من جرعات لقاح كوفيد-19 فور حصولنا على الترخيص اللازم».
وكانت شركة «موديرنا» الأميركية أعلنت أول من أمس أنها تقدمت للحصول على ترخيص لطرح لقاحها ضد كوفيد-19 في الولايات المتحدة وأوروبا.
لكن الأمم المتحدة حذرت من أن الجائحة ستؤثر سلبا على معيشة ملايين الأشخاص في 2021. وأطلقت الأمم المتحدة أمس نداء إنسانيا لجمع مساعدات بقيمة قياسية تصل إلى 35 مليار دولار للعام 2021، وذلك للتصدي لتداعيات جائحة كوفيد-19 التي أغرقت مئات ملايين الأشخاص في الفقر.
وسيرتفع عدد الأشخاص الذين يحتاجون إلى مساعدة إنسانية في العالم العام المقبل إلى عدد قياسي جديد ليبلغ 235 مليون شخص أي سيزيد بنسبة 40% مقارنة بعام 2020، وفق خطط الاستجابة الإنسانية التي تنسقها الأمم المتحدة.
وقال مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية والإغاثة مارك لوكوك في مؤتمر صحافي إن «الزيادة ناجمة كلها تقريبا عن كوفيد-19».
وأضاف: «الصورة التي نعرضها هي الأكثر كآبة وقتامة على الإطلاق حول الاحتياجات الإنسانية في الفترة المقبلة».
في غضون ذلك، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية «هوا تشون يينغ» أمس إنها لا تستطيع تأكيد صحة تقارير إعلامية بأن الصين قدمت لقاحا تجريبيا ضد فيروس كورونا للزعيم الكوري الشمالي «كيم جونغ أون» وعائلته.
جاء ذلك في تصريح خلال المؤتمر الصحافي اليومي بمقر وزارة الخارجية الصينية، تعليقا على تقارير تحدثت عن أنه «تم تطعيم جونغ أون وعدد من كبار المسؤولين من عائلته ومن شبكة القيادة ضد فيروس كورونا خلال الأسبوعين أو الثلاثة الماضيين باستخدام لقاح محتمل قدمته الحكومة الصينية».
وأضافت يينغ: «لا أعرف من أين جاء هذا.. لا أستطيع تأكيد ذلك»، مؤكدة التزام الصين بتطوير لقاحات «كوفيد- 19» وإتاحته كسلعة عامة عالمية.
