أكد مرشح الدائرة الخامسة لانتخابات مجلس الأمة المحامي أحمد حمد البديّح أهمية إيجاد الحلول الحقيقية للكثير من القضايا والمشكلات التي تعاني منها الكويت منذ عقود، وفي مقدمتها التركيبة السكانية التي طال انتظار المواطنين لإيجاد حلول فاعلة وواقعية لها بعيدا عن الشعارات، فالمرحلة تتطلب العمل وتطبيق ذلك على أرض الواقع من خلال قرارات جريئة ومدروسة، بوضع سقف أعلى للعمالة الوافدة، ووضع آليات لمعالجة الخلل الموجود حاليا وعدم تكراره مستقبلا.
وأوضح البديح أن عدم علاج هذه القضية وبأسرع ما يمكن تترتب عليه الكثير من المشكلات المرتبطة بها كإضعاف البنية والتحتية والخدمات الصحية وتهالك الشوارع والازدحام الكبير في الشوارع وما إلى ذلك من أمور لا يمكن تجاوزها والمرور عليها مرور الكرام، متسائلا: ما فائدة هذا الكم الكبير من العمالة الهامشية والمسجلة على مكاتب وشركات وهمية يبحث أصحابها عن الربح السريع ومن دون الالتفات إلى ما يسببه هؤلاء من أزمات وكوارث على المجتمع كسكن العزاب ومخالفي الإقامة وانتشار بعض الظواهر الغريبة على مجتمعنا، وكذلك السرقات كون بعضهم ليست لديهم مصادر دخل محددة، وما إلى ذلك.
وأشار مرشح الدائرة الخامسة إلى أهمية الإحلال الحقيقي لأبناء الكويت من الخريجين محل العمالة الوافدة، وذلك من خلال تأهيلهم ومنحهم الامتيازات المناسبة لتكون تلك الأعمال جاذبة لأبناء الكويت وبناتها، فهم الأحق بها ويجب أن تكون لهم، مطالبا بأن تكون هناك خطط لسد احتياجات سوق العمل بجميع المهن وخلال فترة زمنية محددة بالتنسيق بين مجلس الوزراء والمجلس الأعلى للتخطيط وجامعة الكويت والهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب، وكذلك جميع الوزارات والجهات ذات العلاقة، إضافة إلى وجوب دعم شباب الكويت أصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة ماديا ومعنويا، وتشجيعهم على خوض مجالات العمل.
وأوضح البديح أن أبناء الكويت أثبتوا قدرات فائقة وجدارة عالية خلال جائحة كورونا، وكانت لهم مواقف مشهودة في جميع المواقع، فشاهدناه في الصفوف الأولى كالعاملين في المجال الصحي، وكذلك رجال الداخلية والدفاع والحرس الوطني والإطفاء، والمتطوعون من أبناء وبنات الكويت الذين ضربوا أروع الأمثلة بالقدرة على العطاء لأجل الكويت، وهذا الأمر يجعلنا أكثر حرصا على السعي الحقيقي لحل التركيبة السكانية، وألا يكون بيننا من الاخوة الوافدين إلا المنتجون القادرون على العطاء والذين يفيدون الكويت وشعبها بخبراتهم وبأعمالهم ويسهمون ببنائها معنا، ونحن نثمن ذلك عاليا، مع الالتفات إلى أن يحل أبناء بلدنا محلهم تدريجيا ووفق خطة مدروسة، عبر التكويت وتوظيف أبناء الوطن، وكذلك بدعم الشباب الراغبين في العمل في القطاع الخاص.
وشدد البديح على ضرورة وضع هذه القضية على رأس أولويات المجلس المقبل، وأن يكون في مقدمة اهتمام الحكومة بوزاراتها وهيئاتها المختلفة، فالحلول بسيطة وواضحة ولا تحتاج إلا لقرارات جريئة بتطبيق القوانين وتحفيز شباب الكويت لجذبهم للعمل ببعض المهن والحرف والأعمال المختلفة في القطاع الأهلي، وضمان حقوقهم عبر قوانين ومزايا تساعدهم على النجاح والإبداع، ولطالما أثبت شباب الكويت كفاءتهم وفي جميع المجالات.
وبين البديح أن هناك الكثير من التجارب الناجحة في دول المنطقة والتي استطاعت حل هذه المعضلة خلال سنوات مع الإصرار والإرادة القوية والمتابعة الحثيثة من الجهات المعنية فيها.
