نحمد الله أن تمت انتخابات مجلس الأمة الجديد بسلام ويسر، وها هو المجلس الجديد تحدوه الآمال بأن يحقق طموحاتنا وآمال شعبنا الغالي الكويت، فالإقبال على التصويت فاق كل التوقعات، والتغيير في هذا المجلس الجديد فاق 60%، ودخلت أسماء جديدة لأول مرة في المجلس، وذهبت أسماء اعتادت على الفوز في انتخابات سابقة، وسبب هذا التغيير هو وعي المواطنين بعد أن ملوا الوعود الكاذبة، واستشرى الفساد في كل مكان.
المجلس الجديد عليه مهام صعبة وورث تركة مثقلة بالهموم والمشاكل وعليه أن يضع القوانين ويشرع للمرحلة المقبلة، تلك المرحلة التي طال انتظارها وطال انتظارنا لها، فقد عشنا سنوات ماضية في كنف مجالس استعراضية يبحث بعض أعضائها عن الشهرة والأضواء، فرحين بالتصريحات والخوض في الجدال وكثرة الاستجوابات خاصة السنة الأخيرة ليس لها داع إلا الدعاية الانتخابية وتعطيل المجلس، أساتذة في التأزيم والمماطلة ووضع العقبات في طريق التنمية حيث باتت الكويت لا تنمية ولا مشاريع ولا فكر جديد يخاطب ويتعامل مع معطيات العصر الذي نعيشه، فعشنا أسرى لهؤلاء وتجرعنا الفشل جراء الصراخ والصوت العالي في المعالجة السياسية لمشاكل الكويت.
نحن نتطلع إلى المجلس الجديد لتحقيق الإنجازات بعد أن عشنا أسرى الأوهام ومشاريع عفى عليها الزمن أسيرة الأدراج وبفعل بعض الوزراء الذين لا يصلحون للمنصب الوزاري، كما نتطلع لتشكيل وزاري جديد من أهل الخبرة وان كان منصب الوزير منصبا سياسيا إلا انه لابد أن يتمتع بالخبرة والكفاءة، ومن ليس لديه ذلك فليجلس في بيته، ولابد من وضوح الرؤية والهدف، نريد وزيرا فاهما بأدق تفاصيل وزارته يدرك مسؤولياته وأدق تفاصيل أعماله، نريد مخططين لا ارتجاليين، وأن يكون هناك حساب دقيق لما سيكون عليه الحال في السنوات القادمة.
أبناؤنا بانتظار سنوات طويلة للحصول على سكن، لا مستشفيات جديدة، شوارع مزدحمة وصعوبة في المرور، والحصى يملأ الشوارع، والمياه تنقطع وكذلك الكهرباء، كأننا في بلد أفريقي فقير، ونتمنى من المجلس الجديد أن ينظر في مصلحة الكويت وأن يجعل أعضاؤه مخافة الله عز وجل نصب أعينهم، وأن يكونوا سدا منيعا في وجه كل فاسد، لتسير الكويت نحو التنمية والإصلاح.
ولابد من تعاون الحكومة الجديدة مع المجلس الجديد لتنهض الكويت وتكون كما كانت لؤلؤة ودرة للخليج وعلى الحكومة قراءة مخرجات هذه الانتخابات جيدا ووضع رغبة الشعب في عين الاعتبار، والعمل على تصحيح الأخطاء السابقة، أيعقل أن يكون هذا حالنا ونحن في بلد النفط؟
وفي النهاية وبعد أن اختار الشعب ممثليه فإننا نعيد ونؤكد أننا نريد أن يكون كل نائب واعيا لطبيعة المرحلة التي تمر بها الكويت مدركا للأخطاء التي تحيط بنا، وأن يكون ولاؤه للكويت لا لمذهبه أو قبيلته، كما نريد تفعيلا حقيقيا لقانون «من أين لك هذا؟» ليطبق على الكبير قبل الصغير، نريد إقرارا للذمة المالية للنواب، نريد نوابا يصلون الليل بالنهار من أجل الكويت وحب الكويت بعيدا عن المصالح الدنيوية.
وأسأل الله في المرحلة المقبلة أن تتعاون السلطتان وتبتعدا عن التأزيم، لصنع غد مشرق يحقق أمانينا جميعا، قال تعالى (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا).
قال الشاعر:
بلادي الكويت سلمت لنا
وعشت مدى الدهر لي موطنا
أسأل الله أن يحفظ بلدي الكويت وأميرها وشعبها ومن عليها من المخلصين من كل مكروه، اللهم آمين.
