تداعى المواطنون في يوم ماطر وفي ظروف صحية استثنائية نتيجة جائحة كورونا إلى مراكز الاقتراع لممارسة حقهم الدستوري في انتخاب من يتوسمون فيهم الخير ليكونوا مشرعي الدولة كأعضاء في السلطة التشريعية، حيث ان التغيير يبدأ بأصواتهم وإرادتهم وينتهي دورهم وتسليم الوكالة إلى من تم انتخابه أملا في تحقيق رفاهية المجتمع والحفاظ على مصالحه ومكافحة الفساد وحماية المال العام، وقبل كل ذلك حماية امن الوطن وصونا لكرامته.
وللأسف، ما إن يتسلم الأعضاء الوكالة كثيرا ما نجد المصالح الخاصة والفئوية والطائفية هي السائدة في التصريحات مما يتسبب في خيبة أمل للناخب الذي سعى إلى التغيير الذي حلم بأن الممارسة الديموقراطية للأعضاء بدأت في طريقها الصحيح ولكنها سقطت في أول اختبار عند انتخابات رئيس مجلس الأمة والتي طالها التشكيك في النوايا وإدخال أساليب غريبة في عملية الانتخاب لإثبات التصويت! إلى الفوضى العارمة وعدم التنظيم في حفل الافتتاح والذي للأسف تمت مشاهدته للقاصي والداني وما فيه إساءة لوطني.
في هذا السياق، أعتذر لك يا وطني على اختياري بإرادتي الذي سعيت فيه لكي أقدم إليك من يحرص عليك وأعتقد أن الكثير من الناخبين على نفس المنوال من الأسف والأسى لما آلت إليه الأمور وما ستؤول إليه في المستقبل القريب من اصطفاف فئوي.
وطني الأشم كان اختياري للارتقاء بمنزلتك أمام الأمم وانت تاج على رؤوسنا وانت الدائم والأعظم والأعلى من أي مناصب أو كراسي زائلة بصناديق الاقتراع أو بقلم! بانتخابنا لبعض من أوليناهم الثقة للأسف يا وطني غرتهم المناصب والمسميات ضاربين عرض الحائط بسمعتك وأمنك.
وطني العزيز انت الأعلى بإذن الله تعالي بقيادتك الحكيمة التي ارتضيناها على مر العقود والأمل معقود بأن القادم أفضل وستظل مرفوع الرأس أمام كل من يحاول النيل منك، فأنا الناخب يا وطني سعيت للتغيير ولكن التغيير لم يأت فلم يبق لنا سوى الدعاء بأن يبعد عنك كل مكروه وان يعين ولاة أمورنا لما فيه خير البلاد والعباد.
