القردة مثل البشر..مثابرة في مهام ذات جدوى ومردود إيجابي
وأظهرت دراسة حديثة أجرتها جوليا واتيزك، الحاصلة على الدكتوراه من جامعة ولاية جورجيا، والأستاذة سارة إف بروسنان، أن قردة الكبوشي وقردة الماك ريسوسي لديها نفس السلوك، الذي يحدث بشكل متكرر عندما تكون القردة غير متأكدة من النتيجة.
ونشرت دورية “نيتشرز ساينتيفيك ريبورتس” دراستهما، التي تحمل اسم “قردة الكبوشي وقرود الماك ريسوسي تظهر آثارا لتكاليف غارقة في مهمة حركية”.
وفي إطار الدراسة، جرى إعطاء القردة لعبة “فيديو جيم” بسيطة يقومون فيها فقط بتحريك عصا التحكم ضمن أشياء أخرى. وبعدما جرى تدريبهم، جرى اختبارهم في جولات تستمر ثانية أو ثلاث ثوان أو سبع ثوان.
وقالت بروسنان: “كانت هناك مرات ردود فعل القردة فيها سريعة في هذه الألعاب، وبالتالي ثانية واحدة هي فترة طويلة حقاً بالنسبة لهم”.
وقالت واتزيك: “استغرقت معظم الجولات ثانية واحدة فقط. لذلك إذا لم تحصل على مكافأة بعد ذلك، من الأفضل في الواقع الانسحاب وبدء جولة جديدة. وقد يمنحك ذلك مكافأة في وقت أقرب من الاستمرار.
ووجدت الباحثتان أن القردة من النوعين أظهرت آثاراً لتكاليف الغرق. وقالت بروسنان: “استمرت القردة من خمس إلى سبع مرات أطول مما كان يعد مثالياً، وكلما أطالت المحاولة، كان الأمر أكثر احتمالا أن يتم إنجاز المهمة بالكامل”.
وقالت واتزيك إن دراسة هذه الظاهرة لدى الحيوانات “تعلمنا شيئاً عن كيف تعمل عقولها، وكذلك عقولنا”، بحسب ما نقله موقع “ساينس ديلي”.
وهذا مهم لأسباب عدة، بحسب بروسنان، فهو يشير في البداية إلى أن هذا السلوك ربما يكون مدفوعاً بالتطور، وراسخ بعمق لدى جميع الأنواع.
وتقول: “أحيانا يحتاج المرء إلى أن يتحلى بالصبر”، ويساعد ذلك في البحث عن الغذاء أو اصطياد فريسة أو انتظار بيض ليفقس أو السعي لوليف أو بناء عش.
ثانيا، أنه يظهر أن القدرات البشرية مثل التعقل، أو المخاوف البشرية مثل عدم التخلي عن شيء ما ألزمنا أنفسنا به علانية، ليست الدوافع الرئيسية لظاهرة التكاليف الغارقة.
وثالثا، هي تذكرنا أنه في بعض الأحيان هناك سبب جيد للتخلي عن بعض الأمور.