التفتوا إلى أمّنا الكويت – بقلم : عادل نايف المزعل
صدم الشعب الكويتي مما حدث في جلسة مجلس الأمة يوم الثلاثاء 15/ 12 فلم تقع مثل هذه الأمور من قبل في تاريخ ديموقراطية الكويت منذ نشأتها، فوضى واستفزازات بين بعض النواب، ثم تصوير لأوراق انتخابات الرئاسة، وبعدها فوضى من الجماهير أيضا.
المرحلة القادمة تتطلب من النواب والوزراء نبذ الخلافات وتغليب المصلحة العامة للكويت على المصالح الشخصية، فالوطن باق ونحن زائلون..
آن الأوان للجميع لأن يلتفت للمواطن والعمل على تنمية اقتصاد الكويت عبر تنويع مصادر دخلها من غير النفط، ولابد من القضاء على الفساد ومحاسبة كل فاسد، فلم نر حتى الآن نتائج قضايا غسيل الأموال والصندوق الماليزي والأغذية الفاسدة، ولا شك أن من أمن العقوبة أساء الأدب، وقد أساء المفسدون للكويت وجعلوها أضحوكة للعالم اجمع.
بعض نواب المجالس السابقة جعلوا الديموقراطية الكويتية التي كانت مضرب الأمثال في الرقي شماعة للأنظمة الدكتاتورية بأنها وراء التأخر في الإنجاز والتقدم، وفي الوقت ذاته ملّ الناس من هذه الديموقراطية الكاذبة التي هي سبب التخلف عن الركب والتطوير، كفانا تأزيما وتعقيدا، فتشوا عن حل لمشاكلنا، فمشاكلنا ليست سرا حربيا بل إنها واضحة جلية، تنتظر من يحلها ويضع التشريعات والقرارات للقضاء عليها، كم من لجان شكلت لحل المشاكل، وكم من قرارات اتخذت لكنها ظلت حبيسة الأدراج، وكثير من الاستجوابات لم يكن لها أي داع إلا الدعاية الانتخابية.
أصبحت الديموقراطية في الكويت عبارة عن نائب يستمع إلى كلمات في ديوانيته ويحولها إلى أسئلة ثم إلى استجوابات، ومن استجواب إلى آخر تذهب مصالح الناس إلى الجحيم أهكذا اصبحنا؟! من يرضى بهذا العبث الذي يدفع ثمنه المواطن والمقيم البائس الذي التهم الغلاء راتبه وأصبح عاجزا عن مواجهة متطلبات حياته يوميا؟
وطننا ترهلت مرافقه، وغزا السوس بنيته التحتية وتنخر فيه مشاكل الإسكان والتعليم والغلاء الفاحش والتردي في كل الخدمات لاسيما الصحة والكهرباء والماء والمنشآت الأخرى فأغلب مصالحنا الحكومية في مبان مؤجرة، أما بطالة فلذات أكبادنا الذين انهوا دراستهم بعد أن سهروا الليالي فقد انتشرت، والنتيجة ها هم يجلسون في منازلهم منتظرين قرار تعيينهم.
لقد طفح الكيل من هذه الديموقراطية، فالكويت التي كان يشار لها بالبنان وكانت درة ولؤلؤة الخليج، أين هي الآن؟!
أسأل الله سبحانه وتعالى أن يتعاون النواب والوزراء لحل مشاكلنا ووضع خارطة الطريق للإنجاز والتنمية حتى ترجع الكويت كما كانت بإذن الله.
قال الشاعر:
وما ينفع الفتيان حسن وجوههم
إذا كانت الأفعال غير حسان
فلا تجعل الحسن الدليل على الفتى
فما كل مصقول الحديد يماني
اللهم احفظ بلدي الكويت وأميرها وشعبها ومن عليها من المخلصين من كل شر ومكروه.