يرجى التوقف.. الإشارة حمراء ،،، بقلم / مشعل السعيد
الحياة دروس، ومن تعلم من هذه الدروس استفاد، ونحن كشعب بحاجة الى الهدوء والأمن كي نعمل وننجز بعيدا عن الشعارات الزائفة والضحك على الذقون، فلم تعد هذه الأمور تخفى على أحد حتى طلبة المدارس، وليت الجميع يعلم أن الفوضى مرفوضة وان تجاوز القانون لا يمكن السماح به بأي شكل من الأشكال، فالشعب الكويتي بحاجة الى الترابط والتلاحم في ظل ظروف استثنائية وأخطار محدقة تحيط بنا، لقد بات واضحا وبالعين المجردة، ان البعض يريد إثارة الفوضى والخروج من أنس الطاعة الى وحشة المعصية والتمترس بأعذار واهية دون التفكير بعواقب الأمور، ولا الاستفادة من دروس الغير، إن النهج الذي يتبناه هؤلاء البعض من زعامات وهمية ما هو إلا سراب، وهذا الحبل مرتخ وان مس أحيانا، من امسك به وقع على أم رأسه وكشفت أوراقه ولا يصح الا الصحيح، وقد نطق الحكمة زهير بن أبي سلمى حيث يقول:
ومهما يكن عند امرئ من خليقة
وإن خالها تخفى على الناس تعلم
إن الكويت لا تحتمل كل هذه الفوضى والعنتريات التي رافقت نتائج انتحابات 2020 وكأننا في ساحة قتال والكل ينادي: هل من مبارز، هل من مناجز، وهذا يجعلنا نردد قول المتنبي:
وكم ذا بمصر من المضحكات
ولكنه ضحك كالبكا
وقد فرحت كغيري بالتغيير الكبير الذي تجاوز 70% إلا أن هذه الفرحة انقلبت الى حزن وامتعاض عند شريحة كبيرة من الشعب الكويتي كقول القائل: « يا فرحة ما تمت خذها الغراب وطار» سبق السيف العذل وما تفضل به بعض النواب من تهديدات ضد رئيس الوزراء او هذا الوزير أو ذاك مرفوضة شعبيا ولا تسمن ولا تغني من جوع ولا يستفيد منها الشعب الكويتي شيئا، فقد عرف ماله وما عليه،
فالناس بحاجة الى الأفعال لا الأقوال، والفوضى هدامة، وقد حذرنا منها عقلاؤنا وأولو الأمر والنهى، وقد تمثل أمير الكويت الشيخ عبدالله السالم الحاكم الحادي عشر رحمه بأبيات رائعة تمثل حالنا هذه الأيام وكأنه يعرف الحال التي سنصل اليها فقال:
لا يصلح الناس فوضى لاسراة لهم
ولا سراة إذا جهالهم سادوا
البيت لا يبتنى الا على عمد
ولا عماد إذا لم ترس أوتاد
أيها الأحبة.. الإشارة حمراء وتجاوزها في هذه الفترة العصيبة يكلف الكثير، فالحذر الحذر من مغبة كسرها، نحن نريد امنا لا فوضى وعملا لا قولا، فلا نكون ممن يعتبر النصيحة فضيحة والمنة على من هداه الله ودمتم سالمين.