محمد صلاح: اللاعب المصري يجد نفسه مجددا في قلب النقاش حول شجرة الميلاد
وظهر اللاعب الدوليّ صحبة عائلته الصغيرة ، التّي تحلّقت حول شجرة الميلاد المحاطة بمجموعة من الهدايا.
حصدت الصورة أكثر من مليوني تسجيل إعجاب ، وأكثر من 80 ألف تعليق.
ورغم أن هذه ليست المرّة الأولى التي ينشر فيها صلاح صورة عائلته أمام شجرة الميلاد، إلا أن التعليقات العرب على الصور لم تختلف، إذ غلب الخطاب الجدالي في نقاشهم حول الموضوع .
فمن المغردين من وصف تصرّف اللاعب بالمستفز والمارق ، ومنهم من أعاد نشر الصورة على صفحته، واعتبرها بادرة إيجابية تدعم قيم التسامح والاندماج.
أعرب الفريق الأول من المعلقين عن “صدمته وخيبته ، لرؤية لاعبهم المفضل وعائلته ، يشاركون في أعياد غير المسلمين”.
حتى إن مغردين تحسّروا على ما سموه بـ”ضياع أخلاق اللاعب” ، الذي ارتبط في مخيلة بعضهم بصورة ومواصفات محددة.
ودرج كثيرون على الإشادة بصلاح لـ ” تواضعه، وخجله، ولالتزام زوجته بالحجاب”. فتلك صفات يرها البعض ضروريّة للتأكيد على تمسك صلاح بدينه ، وعاداته وتقاليده.
لذا فهم لا يقبلون أيّ سلوك ، أو تصرّف يخالف الصورة التي رسموها في أذهانهم للاعب.
ووصل الأمر بمجموعة أخرى من المغردّين إلى عقد مقارنة بين صلاح ، ولاعبين آخرين ، أمثال اللاعب الألماني من أصول تركية (مسعود أوزيل) ، أو الجزائري (رياض محرز).
فقد نزع هؤلاء عن صلاح لقب فخر العرب ، وباتوا يبحثون عن لاعب آخر ، لعلهم يجدون فيه ما يشبهم، أو ما يتوافق مع الصورة النموذجيّة التي يتخيلونها للاعب المسلم في الخارج.
في المقابل، دافع فريق آخر من المعلقين عن صلاح ، واستنكروا الانتقادات الموجهة له.
ويخشى مغردون من أن تكوّن تلك التعليقات فكرة سلبية عن الإسلام لدى متابعي صلاح الأجانب.
كما اتهم مغردون من وصفوه بحراس الأخلاق بـ”بممارسة الإرهاب الفكري على اللاعب” ، ودعوا إلى الكفّ عن إصدار الأحكام المسبقة على الآخرين”.
وفي السياق علّق أحدهم قائلا:” لم كل هذا التنمر والهجوم على اللاعب ، واتهامه بالتخلّي عن دينه! صلاح قدّم صورة رائعة للتآخي ، كما أوصانا بذلك الدين الإسلامي. دعوه يعيش حياته بمنأى عن التعصب ، ما فعله طبيعي جدا ، في بلد يحترم معتقدات الآخر”.
بينما كتب آخر:” الشجرة جميلة، لكن لا ينبغي الانجرار وراء هذه العادات ، لأنها لا تخص المسلمين. علينا أن نحمي أبناءنا ، ونغرس فيهم عاداتنا وتقاليدنا”.
من جهة أخرى، يرى فريق من ثالث من المغردين الحديث حول صلاح وشجرة الميلاد جدلا فارغا ، يعكس حالة الأفراد في المجتمعات التي تبحث دائما عن الرموز والزعيم القدوة ، دون أن تسعى إلى تحرير ذاتها من الصورة الجماعية للأشياء”.
مناسبة دينية أم اجتماعية ؟
وصلاح ليس أول من يتعرض لهجوم أو اتهامات بـ “التخلي عن عادات مجتمعه الأم لمشاركته في احتفالات أعياد الميلاد أو بسبب اقتناء شجرة الميلاد”.
ومع بزوغ كل عام جديد يتجدد النقاش حول جواز احتفال المسلم برأس السنة الميلادية و ما يصحبها من مظاهر زينة وبطاقات تهنئة.
ففي الوقت الذي ترتفع فيه أصوات الرافضين لهذه الاحتفالات أو لفكرة تهنئة غير المسلمين بأعيادهم، يعتبرها آخرون مناسبة عالمية اجتماعية تؤرّخ لبداية سنة جديدة ، وفرصة للتقارب بين أصحاب المعتقدات والديانات المختلفة.
وقد تعرّض العديد من الدعاة والشيوخ لحملات تشكيك، بعد أن تقدّموا بالتهاني للمسيحيين في عيد الميلاد. ولعل آخرهم المفتش العام المساعد لدار الفتوى في الجمهورية اللبنانية (الشيخ الدكتور حسن علي مرعب).
ويبدو أن دار الإفتاء المصرية قرّرت حسم الجدل هذه السنة ، بإصدار فيديو، قالت فيه إن “تهنئة غير المسلمين بأعيادهم ومناسباتهم ، أمر حثّ عليه الإسلام، كما أنه يتفق مع مكارم الأخلاق”.