كليب لا خير في الدنيا ومن فيها … إن أنت خليتها في من يخليها ،،، بقلم: مشعل السعيد
هذا بيت يرثي فيه عدي بن ربيعة المهلهل أخاه كليبا الذي قتله جساس بن مرة فلم يعد في الدنيا خيرا بعد أن فارقها كليب أعز وائل.
ثم يتذكر آل كليب فيقول:
كليب أي فتى عز ومكرمة
تحت السفاسف إذا يعلوك سافيها
جمع كليب العز والمكرمات ولا ينال هاتين الصفتين إلا من بلغ شأوا بعيدا في الشجاعة والسخاء والمنعة وكليب كذلك، فأي تراب أهيل على كليب، ويقول أيضاً:
نعى النعاة كليبا لي فقلت لهم
مادت بنا الأرض أم مادت رواسيها
ليت السماء على من تحتها وقعت
وحالت الأرض فانجابت بمن فيها
أضحت منازل بالسلان قد درست
تبكي كليبا ولم تفزع أقاصيها
الحزم والعزم كانا من صنيعته
ماكل آلائه ياناس أحصيها
القائد الخيل تردي في أعنتها
زهوا إذا الخيل بحت في تعاديها
الناحر الكوم لا ينفك يطعمها
والواهب المئة الحمرا براعيها
من خيل تغلب ما تلقى أسنتها
إلا وقد خضبتها من أعاديها
قد كان يصحبها شعواء مشعلة
تحت العجاجة معقود نواصيها
تكون أولها في حين كرتها
وأنت بالكر يوم الكر حاميها
حتى تكسر شزارا في نحورهم
زرق الأسنة إذ تروى صواديها
أمست وقد أوحشت جرد ببلقعة
للوحش منها مقيل في مراعيها
ينفرن عن أم هامات الرجال بها
والحرب تفترس الأقران صاليها
يهز هزون من الخطي مدمجة
كمتا أنابيبها زرقا عواليها
نرمي الرماح بإيدينا فنوردها
بيضا ونصدرها حمرا أعاليها
يارب يوم يكون الناس في رهج
به تراني على نفسي مكاويها
مستقدما غصصا للحرب مقتحما
نارا أهيجها حينا وأطفيها
ثم يأتي بخلاصة قصيدته فيقول:
لا أصلح الله منا من بصالحكم
مالاحت الشمس في أعلى مجاريها
وقد سمي عدي ربيعة المهلهل لأنه هلهل الشعر ورققه، وقيل لأنه كان يلبس ثيابا مهلهلا، وهو قديم ذكر أن وفاته قبل الهجرة بأربعة وتسعين عاما، وكان من أصبح الناس وجها وأفصحهم لسانا مترفا مائلا إلى النساء واللهو والغزل، فسماه أخوه «زير النساء» وقد انقطع عن اللهو والشراب بعد مقتل كليب وحارب بكر حربا ضروسا دامت أربعين عاما وكان هو القائم بأمر الحرب ومات بعد انتهاء حرب البسوس في اليمن ودمتم سالمين.