ماذا بعد يا وزير الإعلام؟! – بقلم : ذعار الرشيدي
وزير الإعلام الجديد عبدالرحمن المطيري لمن لا يعلم هو ابن الوزارة، لذا فإنه ليس بغريب عنها، فقد كان يعمل قياديا بها قبل انتقاله كوكيل إلى وزارة الشباب، الأهم أنه يتمتع بسمعة طيبة من أنه شخصية محترمة وصاحب يد نظيفة وبعيد كل البعد عن التجاذبات السياسية من اي نوع كانت، ما يدل حتى الآن انه اختيار موفق في هذا المنصب لوزارة الاعلام، أما توليه حقيبة الشباب فيكفي انه عمل بها منذ تأسيسها حتى اليوم، لذا هو ليس ابنها كما هو في الاعلام بل أحد القياديين المؤسسين لها، ومرة أخرى اختياره الحقيبتين جاء موفقا، ويبدو من خلال ما عرضت ومن وجهة نظري انه يبدو الوزير التكنوقراطي الوحيد في الحكومة.
***
بدأ الوزير عبدالرحمن المطيري أولى جولاته المعلنة في أروقة وزارة الإعلام تمت في الاستوديوهات، واعتقد انها جولة بروتوكولية يقوم بها كل وزير اعلام جديد، كنت اتمنى ان يكسر هذه العادة البروتوكولية وان يبدأ أولى جولاته بين الموظفين البسطاء في مكاتبهم البعيدين عن أضواء الاستوديوهات المبهرة ليعيد بناء معرفة حقيقة الوزارة ومنها يعرف ويتلمس حاجيات الموظفين والفنيين، فهؤلاء هم عصب الوزارة وليس القياديين او من يجلسون تحت اضواء الاستوديوهات.
***
وزير الاعلام، الوزارة لاتزال بخير، كل ما عليك هو ان تأخذ صورة الوزارة ولو من باب المعرفة بالشيء من ألسنة الموظفين، الأهم أن تفتح باب المكافآت المستحقة للعاملين في البرامج في التلفزيون والاذاعة، وان تعيد ترتيب اولويات الصرف على البرامج المحلية المتخصصة التي تنقل صورة الكويت المحلية الجميلة الى الخارج.
***
غالبا ما يقوم كل وزير بنسف كل تطوير عمله سلفه ليبدأ تطويره الخاص ببصمته، لذا ادعو الوزير المطيري ان يكسر هذه القاعدة وان يقوم بالبحث في حقبة وزير الاعلام الأسبق سلمان الحمود وان يقوم بإعادة تحريك ملفات التطوير في تلك الحقبة، فأغلبها كانت وستكون سببا في تطوير الاعلام الكويتي ووزارة الاعلام على وجه الخصوص، ومن اهم تلك الملفات عملية استحداث هيئة عامة للإذاعة والتلفزيون، واعتقد ان دراساتها مكتملة وملفاتها موجودة وليست بحاجة سوى الى إعادة فتحها وتقديمها، واعتقد ان هذه ستحسب له ان كان يبحث عن تسجيل بصمة خلال فترة توليه الحقيبة.
***
وزارة الاعلام بطبيعتها تعتبر الوزارة الاكثر تداخلا وتدخلا مع جميع الوزارات والهيئات الحكومية، فهي وزارة كل الوزارات، وصوت وصورة كل الوزارات، ولابد من اعادة تأسيس هذا الشيء بشكل رسمي بفتح باب بروتوكولات تعاون مع كل الوزارات لعمل جداول متكاملة لاستضافة مسؤوليها بشكل منسق ودوري للظهور في برامج التلفزيون والاذاعة عبر كتب رسمية وتخصيص برامج لبعض الجهات المتخصصة، كما ذكرت وزارة الاعلام هي صوت وصورة كل الوزارات والهيئات الحكومية، وهي صورتنا كبلد الى الخارج ويجب المحافظة على الصورتين واعادة ترتيب اوراق تحقيق هذا الشيء.
***
توضيح الواضح: اختيار المذيعة من قطاع الاخبار انوار مراد كمتحدث رسمي باسم وزارة الاعلام كان اختيارا موفقا، ليس فقط للمؤهلات التي تمتلكها المذيعة انوار بل لكون هذا الأمر يعدّ انفتاحا جديدا للحكومة كلها وكسر احتكار هذا المنصب.