بقلم : عبدالحميد المضاحكة
في إحدى الجمعيات التعاونية، كان هناك رجل يتحدث بعصبية إلى عامل الكاشير لأنه لم يتمكن من الحصول على ما يريد من المنتجات وعدد أنواعها.
وكان عامل الكاشير صامتا ويكتفي بالقيام بعمله بوضع منتجات الزبون الغاضب على شريط التسجيل، دون أن يتكلف العناء للرد على ذلك الرجل.
فجأة، التفت إلي الرجل الغاضب ليوجه امتعاضه إلي وليعيد شكواه حول عدم تمكنه من الحصول على المنتجات التي يرغب بشرائها.
فقلت له، يا أخي الفاضل ألا تلاحظ أن كل هذه المنتجات التي لم تجدها هي صناعة فرنسية، وهذه الجمعية التعاونية أعلنت عن مقاطعتها للمنتجات الفرنسية بعد جريمة الاستهزاء بالرسول الكريم صلى الله عليه وسلم من خلال الرسوم المسيئة التي هزت فرنسا وأوروبا والعالم الإسلامي.
فنظر إليّ الرجل الغاضب بعين وفم مفتوحين لثوان، وبعدها قال نعم هذا صحيح وشكرا لك للتذكير، انتهى الموقف ولم تنته الحكاية.
في بداية الأمر، يجب أن أشد على يد المتاجر والجمعيات التعاونية التي أعلنت عن المقاطعة والتزمت بها حتى الآن.
هناك توضيح لمجالس الإدارات في الجمعيات التعاونية والمتاجر أن المقاطعة ليست مجرد حرب تجارية بين الشركات ومنافسة بين المنتجات، بل هي رسالة سامية وراقية لها أهداف قيمة ودوافع نبيلة، ومسألة مبدأ.
لذلك، فمن الضروري أن يعلم العاملون في المتاجر والجمعيات الرسالة والفكرة القيمة السامية والنبيلة والراقية التي تقف على أساسها المقاطعة، واحتساب الأجر والثواب.
كما عليهم أن يوصلوا هذه الرسالة للزبائن والجمهور في كل مناسبة كي تحقق المقاطعة أهدافها ولا تتحول إلى مجرد حرب عابرة بين التجار والمنتوجات يراد بها عارض من الحياة الدنيا.
اللهم صل وسلم على أكرم وأطهر البشر سيدنا محمد وعلى آله وصحبه تسليما كثيرا.
